للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الطب فقال: قد جمع رسولنا الطب في ألفاظ يسيرة وهي قوله عليه السلام: «المعدة بيت الداء، والحمية رأس كل دواء. وأعط كل بدن ما عودته» فقال النصراني: ما ترك كتابكم ولا نبيكم لجالينوس طبا) وقد خص بعض المؤلفين الطب النبوي بالتأليف والجمع هذا مع ملاحظة أن الرسالة لم تأت لتفصل في مثل هذه القضايا ويكفي أنها وجهت للتداوي وفرضت صناعة الأدوية، والحديث الذي ذكره النسفي لا يصح رفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بل هو من كلام بعض الحكماء.

٧ - وبمناسبة قوله تعالى: قُلْ إِنَّما حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ نذكر ما رواه الإمام أحمد عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا أحد أغير من الله، فلذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، ولا أحد أحب إليه المدح من الله» أخرجاه في الصحيحين.

[كلمة في سياق المجموعة]

هذه المجموعة تحدثت عن مجمل ما ينبغي أن يلاحظه بنو آدم بعد إذ أهبطهم الله إلى الأرض، ففيها خلاصة الهدى الذي يطالب به بنو آدم في كل عصر وفي كل مصر، وعلى لسان كل رسول.

والمجموعة كما بينت هذا فإنها بينت ما رتب الله على الطاعة والمعصية في هذه التوجيهات، فهي بهذا بينت عاقبة ترك الهدى، كما بينت حسن اتباعه. والمجموعة كلها تكاد تكون تعقيبا على قصة آدم عليه السلام فإذا اتضح هذا فلنلاحظ.

١ - أن المجموعة ختمت بقوله تعالى: فَمَنِ اتَّقى وَأَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْها أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ وهى المعاني نفسها التي ختمت بها قصة آدم فى سورة البقرة فَمَنْ تَبِعَ هُدايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ... وهذا يؤكد أن محور سورة الأعراف هو ما ذكرنا من سورة البقرة.

٢ - نلاحظ أن مقدمة السورة ختمت بقوله تعالى وَمَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِما كانُوا بِآياتِنا يَظْلِمُونَ لاحظ كلمة الظلم، ثم جاءت قصة آدم وورد فيها فَتَكُونا مِنَ الظَّالِمِينَ رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا لاحظ كذلك

<<  <  ج: ص:  >  >>