إسلاميا- نظريات تأخذ شكل العقيدة والدين، لتحل محل ذلك الدين القديم- كما يحاولون تغيير طبيعة هذا الدين كوسيلة أخيرة حتى لا يجد هذا الدين قلوبا تصلح للهداية به فيحولون المجتمعات إلى فئات غارقة في وحل الجنس والفاحشة والفجور مشغولة بلقمة العيش لا تجدها إلا بالكد والعسر والجهد كيلا تفيق بعد اللقمة والجنس لتستمع إلى هدى، أو يفئ إلى دين.
إن المعركة الضارية مع هذا الدين والأمة التي تهدي به وتحاول أن تعدل به .. المعركة التي تستخدم فيها جميع الأسلحة بلا تحرج وجميع الوسائل بلا حساب والتي تجند لها القوى والكفايات وأجهزة الإعلام العالمية والتي تسخر لها الأجهزة والتشكيلات الدولية، والتي توجد من أجلها أوضاع ما كانت لتبقى يوما واحدا لولا هذه الكفالة العالمية؟
ولكن طبيعة هذا الدين الواضحة الصلبة ما تزال صامدة لهذه المعركة الضارية.
والأمة المسلمة القائمة على هذا الحق- على قلة العدد وضعف العدة- ما تزال صامدة لعمليات السحق الوحشية .. والله غالب على أمره.
وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ* وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ. وهذه هي القوة التي لا يحسبون حسابها وهم يشنون هذه المعركة الضارية ضد هذا الدين وضد الأمة المستمسكة به الملتقية عليه المتجمعة على آصرته .. هذه هي القوة التي يغفلها المكذبون بآيات الله .. إنهم لا يتصورون أبدا إنه استدراج الله لهم من حيث لا يعلمون، ولا يحسبون أنه إملاء الله لهم إلى حين .. فهم لا يؤمنون بأن كيد الله متين، إنهم يتولى بعضهم بعضا ويرون قوة أوليائهم ظاهرة في الأرض فينسون القوة الكبرى ..
إنها سنة الله مع المكذبين .. يرخي لهم العنان ويملي لهم في المعصية والطغيان استدراجا لهم في طريق الهلكة وإمعانا في الكيد لهم والتدبير. ومن الذي يكيد؟ إنه الجبار ذو القوة المتين. ولكنهم غافلون والعاقبة للمتقين. والذين يهدون بالحق وبه يعدلون).
[ولنعد إلى التفسير الحرفي]
وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ أي سنستدرجهم قليلا قليلا وذلك بأن يواتر الله نعمه عليهم مع انهماكهم في الفحشاء، فكلما جدد الله عليهم نعمه ازدادوا بطرا وجددوا معصيته فيتدرجون في المعاصي بسبب ترادف النعم ظانين أن ترادف النعم