[مقدمة السورة تبدأ السورة بمقدمة هي ثمان آيات. وهذه هي]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ١٨/ ٨ - ١
[التفسير]
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلى عَبْدِهِ محمد عليه الصلاة والسلام الْكِتابَ أي القرآن وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً أي اعوجاجا، فلا اختلاف في معانيه، ولا تناقض، ولا يخرج شئ منه عن الحكمة ولا زيغ ولا ميل بل جعله
قَيِّماً أي مستقيما، بعد أن نفى عنه العوج أثبت له الاستقامة تأكيدا، فرب مستقيم مشهود له بالاستقامة ولا يخلو من أدنى عوج عند التصفح، ويحتمل أن يراد بالقيم علوه على سائر الكتب، من حيث كونه مصدقا لها شاهدا بصحتها له فضل عليها بالإعجاز والمعاني، حمد الله تعالى نفسه على إنزاله كتابه العزيز على رسوله الكريم محمد صلّى الله عليه وسلّم، فإنه أعظم نعمة أنعمها الله على أهل الأرض، إذ أخرجهم به من الظلمات إلى النور، ولقّن الله بذلك عباده وفقّههم كيف يثنون عليه، ويحمدونه على أجزل نعمائه عليهم، وهي نعمة الإسلام،