للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كان من أمرها فقال تعالى: وَما كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَما كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ الآية أي وما كنت حاضرا لذلك، ولكن الله أوحاه إليك، وهكذا لما أخبره عن نوح وقومه، وما كان من إنجاء الله له وإغراق قومه ثم قال تعالى: تِلْكَ مِنْ أَنْباءِ الْغَيْبِ نُوحِيها إِلَيْكَ ما كُنْتَ تَعْلَمُها أَنْتَ وَلا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هذا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ الآية. وقال في آخر السورة ذلِكَ مِنْ أَنْباءِ الْقُرى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ وقال بعد ذكر قصة يوسف ذلِكَ مِنْ أَنْباءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَما كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ الآية، وقال في سورة طه كَذلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْباءِ ما قَدْ سَبَقَ الآية، وقال هاهنا بعد ما أخبر عن قصة موسى من أولها إلى آخرها، وكيف كان ابتداء إيحاء الله إليه وتكليمه له وَما كُنْتَ بِجانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنا إِلى مُوسَى الْأَمْرَ يعني ما كنت يا محمد بجانب الجبل الغربي الذي كلم الله موسى من الشجرة التي هي شرقية على شاطئ الوادي وَما كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ لذلك ولكن الله سبحانه وتعالى أوحى إليك ذلك ليكون حجة وبرهانا على قرون قد تطاول عهدهم، ونسوا حجج الله عليهم، وما أوحاه إلى الأنبياء المتقدمين.

٢ - في تفسير قوله تعالى: وَما كُنْتَ بِجانِبِ الطُّورِ إِذْ نادَيْنا أكثر من اتجاه وقد ذكرنا في صلب التفسير ما هو الأولى، وهو الذي رجحه ابن كثير بعد أن نقل الأقوال الأخرى. وهذا كلامه كله: (روى أبو عبد الرحمن النسائي في التفسير من سننه. عن أبي هريرة رضي الله عنه وَما كُنْتَ بِجانِبِ الطُّورِ إِذْ نادَيْنا قال: نودوا أن يا أمة محمد أعطيتكم قبل أن تسألوني وأجبتكم قبل أن تدعوني» وهكذا رواه ابن جرير وابن أبي حاتم.

وقال مقاتل بن حيان وَما كُنْتَ بِجانِبِ الطُّورِ إِذْ نادَيْنا أمتك في أصلاب آبائهم أن يؤمنوا بك إذا بعثت، وقال قتادة: وَما كُنْتَ بِجانِبِ الطُّورِ إِذْ نادَيْنا موسى، وهذا والله أعلم أشبه بقوله تعالى: وَما كُنْتَ بِجانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنا إِلى مُوسَى الْأَمْرَ ثم أخبر هاهنا بصيغة أخرى أخص من ذلك وهو النداء كما قال تعالى وَإِذْ نادى رَبُّكَ مُوسى وقال تعالى: إِذْ ناداهُ رَبُّهُ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً وقال تعالى: وَنادَيْناهُ مِنْ جانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْناهُ نَجِيًّا:

[كلمة في السياق]

نلاحظ أن قصة موسى ختمت بقوله تعالى:

<<  <  ج: ص:  >  >>