وقلنا هناك: إن هذا القسم كله يدل على الطريق للتحقق بصفات المتقين التي من جملتها وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ.
وهاهنا نرى: أن كثيرا مما جاء هناك قد فصل هنا، وهو هنا مشدود بشكل مباشر إلى القسم المبدوء بدعوة أهل الكتاب إلى عبادة الله وحده، وترك الطاعة في معصية الله، مما يخدم قضية التقوى، وقضية الإيمان، مما يتضح لنا به شيئا فشيئا، كيف أن سورة آل عمران، تفصل في مقدمة سورة البقرة وامتدادات هذه المقدمة في تلك السورة، بحيث تساعدنا على فهم الروابط التي تربط بين آيات سورة البقرة من ناحية، وتساعدنا على فهم كثير من الحقائق التي وردت في تلك السورة، وتفصل لنا بعض ما أجمل في مقدمتها دون أن يخل ذلك بسياقها الخاص، ولا نخال أحدا حتى الآن يتهمنا بأننا نتكلف فيما نقوله، وما سيأتي فى هذا التفسير سيزيد ما اتجهنا إليه في موضوع الوحدة القرآنية وضوحا، فلننتقل إلى الفقرة الثالثة في القسم الثالث.