للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ كما أنه من المفيد أن نلاحظ كيف أن تفصيل المحور اقتضى أن يشد إلى هذا المحور الأمر بالعبادة الآتي في سورة البقرة بعد المقدمة يا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ. إن الأمر بالسجود والعبادة دعوة للصلاة، وإن الإنكار على البخلاء دعوة إلى الإنفاق، والحديث عن صحف إبراهيم وموسى حديث عما أنزل على الرسل قبل محمد صلى الله عليه وسلم، والحديث عن القرآن دعوة إلى الإيمان به، والكلام عما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم من أمر الغيب دعوة إلى الإيمان بالغيب، فالسورة فصلت في محورها كله ضمن سياقها الخاص بها، وأكملت في الوقت نفسه ما ورد في سورتي الذاريات والطور.

٢ - يلاحظ أن السورة انتهت بقوله تعالى: أَزِفَتِ الْآزِفَةُ لَيْسَ لَها مِنْ دُونِ اللَّهِ كاشِفَةٌ ... وأن السورة اللاحقة مبدوءة بقوله تعالى: اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ ... فالصلة واضحة بين نهاية السورة وبداية السورة اللاحقة.

[فوائد]

١ - قدم ابن كثير لتفسير سورة النجم بهذا الحديث: (روى البخاري عن عبد الله قال: أول سورة أنزلت فيها سجدة (والنجم) قال: فسجد النبي صلى الله عليه وسلم، وسجد من خلفه إلا رجلا رأيته أخذ كفا من تراب فسجد عليه، فرأيته بعد ذلك قتل كافرا، وهو أمية بن خلف، وقد رواه البخاري أيضا في مواضع، ومسلم وأبو داود والنسائي من طرق عن أبي إسحاق به، وقوله في الممتنع أنه أمية بن خلف في هذه الرواية مشكل؛ فإنه قد جاء من غير هذه الطريق أنه عتبة بن ربيعة).

٢ - بمناسبة قوله تعالى: وَالنَّجْمِ إِذا هَوى نقول: رأينا الاتجاهات المتعددة في تفسير هذه الآية، ولا نرجح واحدا منها، غير أننا نذكر أن علم الفلك الحديث سجل ظاهرتين تحدثان للنجوم: ظاهرة انفجار نجم، وظاهرة انتهائه، كما أنه قد تجمع لدى الإنسان عن ظاهرة النيازك التي تصطدم بجو الأرض فتحدث الشهب الكثير، والشهب لا تخرج عن كونها قطعا منفصلة عن نجوم، وبكل من هذه الظواهر يمكن أن تفسر الآية، كما يمكن أن تفسر بأن المراد بها جنس النجم إذا انتهى يوم القيامة، فيكون قوله تعالى: وَالنَّجْمِ إِذا هَوى يشبه قوله تعالى: فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ وأمثال هاتين الآيتين.

٣ - بمناسبة قوله تعالى: وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى

<<  <  ج: ص:  >  >>