الموافقات التي يعد المعروف منها بالآلاف، والتي لو اختلفت واحدة منها ما نشأت الحياة أو ما سارت هذه السيرة!!». ثم تأتي المجموعة الأخيرة في الفقرة لتبين لنا أنه مع كل هذه الدلائل على الوحدانية فهناك ناس يشركون وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْداداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ. وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ. وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً. وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذابِ* إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبابُ* وَقالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَما تَبَرَّؤُا مِنَّا. كَذلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمالَهُمْ حَسَراتٍ عَلَيْهِمْ وَما هُمْ بِخارِجِينَ مِنَ النَّارِ.
[الشرح الكلي]
يذكر تعالى أن مآل المشركين به في النار وحالهم في الدار الآخرة، لأنهم جعلوا لله أمثالا ونظراء يعبدونهم معه، ويحبونهم كحبه. وهو الله لا إله إلا هو، ولا ضد له، ولا ند له، ولا شريك معه. ولكن الذين آمنوا ليسوا كذلك، فهم لا يشركون به شيئا، ويعبدونه وحده، ولتمام معرفتهم به فإن حبهم له لا يعدله حب. وبعد أن بين الله عزّ وجل هذا توعد المشركين الظالمين لأنفسهم بذلك، فأعملهم أن الحكم له وحده لا شريك له، وأن جميع الأشياء تحت قهره وسلطانه، وإذ يعاينون العذاب فسيعلمون ذلك تماما بأن القوة كلها لله. فلو أن الكافرين والمشركين يعلمون ما يعاينونه يوم القيامة، وما يحل بهم من الأمر الفظيع الهائل على شركهم وكفرهم لانتهوا عما هم فيه من الضلال. ثم أخبر تعالى عن كفرهم بأوثانهم وشركائهم وزعمائهم وآلهتهم، وكيف تبرأ المتبوعون من التابعين. وكيف يتمنى التابعون أن لو تتاح لهم فرصة ليبرءوا من المتبوعين.
[التفسير الحرفي]
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْداداً: أي أمثالا ونظراء. يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ: أي يعظمونهم ويخضعون لهم كتعظيم الله والخضوع له ومحبته. أو أنهم يحبونهم كحب المؤمنين لله وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ من الكافرين والمشركين والملحدين لمن أعطوهم صفات الألوهية وخصائصها. لأن المؤمنين لا يعدلون عن الله إلى غيره بحال وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا: أي الذين اتخذوا من دون الله أندادا. دل