- من كلام في تفسير الكهل نقله القرطبي:«وإنما الكهل عند أهل اللغة: من جاوز الأربعين وقال بعضهم: يقال له حدث إلى ست، ثم شاب إلى اثنتين وثلاثين، ثم يكتهل في ثلاث وثلاثين».
[فصل: في مناقشة التطوريين]
من قوله تعالى إِنَّ مَثَلَ عِيسى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ قالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ يتضح لنا أن آدم عليه الصلاة والسلام قد خلقه الله خلقا مباشرا، فهذه الآية تنفي أي احتمال يمكن أن يتمسك به أي متمسك في مسايرة أوهام وظنون الداروينيين وأمثالهم.
لقد مرت فترات كانت فيها نظرية داروين وكأنها حقيقة علمية، ولقد انتهى هذا الزمن؛ لأن النظرية قد نقضتها علوم متعددة ودراسات كثيرة، ولعل كتاب أخينا الدكتور حسن زينو المختص في الجيولوجيا والتنقيب، والذي يعتبر من أجود المتتبعين وأقوى المختصين في دراسته، لعل كتابه «التطور والإنسان» قد وضع المسألة في إطارها النهائي، خاصة وقد ذكر في هذا الكتاب كل ما وصل إليه الإنسان في حفرياته وأبحاثه، وكل ما قدمته المستحسات وبرهن على أن ذلك كله لا يقوم به دليل على صحة أمثال هذه النظريات، ومن كلامه في هذا الكتاب:«أما التخيلات والأوهام التي يقول بها بعض من يدرسون الحيوانات والنباتات الحالية، ويقارنون أعضاءها ببعضها ليقولوا إنها نشأت من بعضها البعض فهي ظنون يرفضها العلم».
«وبالاختصار فكل من يدعي أن شكلا من الأحياء، نشأ من شكل آخر، ينبغي أن يثبت ذلك بالأدلة المستحسة طبقة فطبقة وشكلا فشكلا، أو في بعض الأحيان النادرة كما في مثال الذباب، بطريقة علم الوراثة بإجراء تجارب موضوعية يقينية. ومن ثم يرفض العلم كل تخرصات الملحدين الذين تدور مقالاتهم كلها حول إثبات أصل الإنسان من أحياء منحطة صغيرة، وهدفهم من ذلك نفي وجود آدم عليه السلام، ومن ثم إنكار الديانات السماوية، وإنكار الخالق عزّ وجل. فالمسألة التي يدور حولها الحوار والنزاع هي في النهاية وفي البداية أيضا مسألة العقيدة والإيمان بالله، بخالق الكون والأحياء فيه. ولهذا لاقت قضية التطور والنشوء مجالا رحبا واسعا تخطى آفاق العلم اليقيني التجريبي إلى متاهات الشكوك والترهات والخرافات التي تزعمها الملحدون من جهة، والكهنوت من جهة أخرى».
يقول الدكتور هذا الكلام ويثبته بدقائق وحقائق كثيرة فلا يبقي تكأة يتكئ عليها