إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ أي: خائفون، قال ابن كثير، أي:
هم مع إحسانهم وإيمانهم وعملهم الصالح مشفقون من الله، خائفون منه وجلون من مكره بهم، كما قال الحسن البصري: إن المؤمن جمع إحسانا وشفقة، وإن المنافق جمع إساءة وأمنا
وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ أي: يؤمنون بآياته الكونية والشرعية، ومن ذلك كتبه، فلا يفرقون بين كتبه ولا بين معنى ومعنى في كتاب، كالذين تقطعوا أمرهم بينهم، كأهل الكتاب
وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ أي:
لا يعبدون معه غيره، بل يوحدونه ويعلمون أنه لا إله إلا الله الأحد الصمد، لم يتخذ صاحبة ولا ولدا وأنه لا نظير له ولا كفء له
وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا أي: يعطون ما أعطوا من الزكاة والصدقات وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أي: خائفة ألا تقبل منهم بتقصيرهم. قال ابن كثير: أي يعطون العطاء وهم خائفون وجلون ألا يتقبل منهم