للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كلا قد افتتح بالألف واختتم بالباء ... )

[كلمة في سورة إبراهيم ومحورها]

عند ما نتأمل سورة البقرة لنجد فيها محورا لسورة إبراهيم يتفق مع معناها وجرسها وروحها، فإننا نجده محورا بعيدا جدا عن محور سورة الرعد حتى ليكاد يكون في آخر سورة البقرة والمحور الذي نعثر عليه هو: اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُماتِ أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ* أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْراهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قالَ إِبْراهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِها مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ.

تأمل هاتين الآيتين، وتأمل بداية سورة إبراهيم: الر كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلى صِراطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ .....

ثم تأمل قوله تعالى فيها وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مُوسى بِآياتِنا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ .... وكما أنه بعد الآية التي ذكر فيها الظلمات والنور جاءت آية مبدوءة بقوله تعالى (ألم تر) في سورة البقرة فإنك ترى في سورة إبراهيم هذه الكلمة تتكرر.

أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ ....

أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً .....

أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْراً ....

وكما كان في الآية الثانية من المحور كلام عن إبراهيم فإن كلاما عن إبراهيم يأتي كذلك في السورة وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً

............

فسورة إبراهيم تفصل في موضوع الإخراج من الظلمات إلى النور، وتلفت النظر إلى كل ما يساعد عليها، وتضرب مثلا على أنواع من الخروج من الظلمات إلى النور، ثم توجه الخارجين من الظلمات إلى النور إلى معان من ظلمات الحياة فتخرجهم منها إلى النور.

<<  <  ج: ص:  >  >>