للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المدينة، وكان تحته كنز لهما. والكنز: هو المال المدفون وَكانَ أَبُوهُما صالِحاً قال ابن كثير: فيه دليل على أن الرجل الصالح يحفظ في ذريته، وتشمل بركة عبادته لهم في الدنيا والآخرة بشفاعته فيهم، ورفع درجتهم إلى أعلى درجة في الجنة؛ لتقرّ عينه بهم، كما جاء في القرآن ووردت به السنة، قال سعيد بن جبير عن ابن عباس حفظا بصلاح أبيهما، ولم يذكر لهما صلاحا فَأَرادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغا أَشُدَّهُما أي أن يبلغا الحلم وَيَسْتَخْرِجا كَنزَهُما رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَما فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي أي وما فعلت ما رأيت عن أمري أي اجتهادي، وإنما فعلته بأمر الله ذلِكَ أي الأجوبة الثلاث تَأْوِيلُ أي تفسير ما لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً أي هذا تفسير ما ضقت به ذرعا، ولم تصبر حتى أخبرك به ابتداء.

بحث مهمّ في فقه العمل الإسلامي:

لاحظنا في قصة الخضر مع موسى عليهما السلام أن الخضر اشترط على موسى شروطا للسير والصحبة، فلمّا أخلّ بها موسى عليه السلام، تمّ الفراق، وفي كثير من المراحل أو الأحيان لا يجمع المسلمين سلطة تنفيذية تجب طاعتها شرعا، فعلى المسلمين في هذه الحالة أن يعملوا مع بعضهم متعاونين لتحقيق الأهداف المفروضة، وقد جرت العادة أن يلتقي هؤلاء المتعاونون على قواعد متفق عليها، تحكمهم مع بعضهم، وعلى أنظمة متفق عليها يلتزمون بها، وعلى ضوء ذلك عادة يكون السير، ومن قصة موسى مع الخضر نفهم أنه إذا كان السير مشروطا بشرط، وحدث إخلال بهذا الشّرط فإن المخل بالشرط يفارق، ذلك حق للطرف الآخر إلا إذا تنازل عن حقه.

[الفوائد]

١ - [حديثان في سبب تسمية الخضر بهذا الاسم]

في سبب تسمية الخضر خضرا يورد ابن كثير حديثين. روى الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلّى الله عليه وسلّم في الخضر قال: «إنما سمي خضرا لأنه جلس على فروة بيضاء فإذا هي تهتز من تحته خضراء».

وروى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «إنما سمي الخضر لأنه جلس على فروة فإذا هي تهتز من تحته خضراء». قال ابن كثير: والمراد بالفروة هاهنا الحشيش اليابس، وهو الهشيم من النبات، قال عبد الرزاق. وقيل المراد بذلك وجه الأرض.

<<  <  ج: ص:  >  >>