للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المحرمة، إن هذا كله يشار إليه في سورة مريم، فإذا أدركنا ذلك أدركنا صلة سورة مريم بمحورها: كانَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ ...

٢ - بعد أن قصّ الله علينا من أحوال النبيين وأخبارهم، وعبادتهم لله، ودعوتهم لتوحيده، وخشوعهم وسجودهم، وبكائهم، قصّ علينا خبر أقوامهم من بعدهم، واحتياجهم إلى وحي جديد، وكان هذا الوحي هو ما أنزله الله على محمد صلّى الله عليه وسلّم إذا أدركنا هذا نكون قد أدركنا صلة هذه المجموعة بما قبلها.

[فوائد]

[(١ - ٣) أقوال المفسرين في تفسير آية فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ .. ]

١ - اختلف المفسرون في المراد بإضاعة الصلاة في قوله تعالى فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضاعُوا الصَّلاةَ هل المراد في ذلك تركها كلية، أو المراد بذلك تأخيرها عن مواقيتها وإضاعة وقتها؟ وما حكم إضاعتها؟ هل هو كفر، أو فسوق؟ على قولين في هذا كله.

٢ - رأينا أن قوله تعالى: فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ إشارة إلى كل رسول، ورأينا أن من حكمة ورودها في محلها في السياق لتدخل فيها هذه الأمة أيضا، بدليل أنه يأتي بعد ذلك وَما نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ .... ففي مجئ قوله تعالى وَما نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ في هذا السياق إشارة إلى النبوة التي تجدد ما أوهى الناس من خلال عرض التنزلات المقدرة على رسول الله محمد صلّى الله عليه وسلّم، ويتساءل متسائل إذا كانت الأمم السابقة تخلف رسلها بمثل ما رأينا. وتأتي الرسالات اللاحقة لتقوّم فمن يقوّم أمر هذه الأمة؟.

نقول: إن هذه الأمة لا تحتاج إلى نبوة جديدة؛ لحفظ الله القرآن، وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام. ومن ثم كان محمد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وخاتم النبيين. فأمتنا لا تحتاج إلى نبوة جديدة لأن هذا القرآن فيه تبيان كل شئ والذي تحتاجه فقط إلى مجددين لهذا الدين. وقد جرت سنة الله أن يبعث لهذه الأمة على رأس كل قرن من يجدّد لها ما وهى من أمر دينها. كما ورد في الحديث.

٣ - أورد ابن كثير كلاما بمناسبة قوله تعالى: فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ يدل على أن هذه الآية تشمل هذه الأمة.

ومن كلامه: (وقال ابن نجيح عن مجاهد فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَواتِ قال هم في هذه الأمة يتراكبون تراكب الأنعام والحمر في الطرق لا يخافون الله في السماء، ولا يستحيون من الناس في الأرض، وروى ابن أبي

<<  <  ج: ص:  >  >>