للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الفقرة الأولى]

وتمتد من بداية السورة حتى نهاية الآية (١٠) وهذه هي:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ [سورة الشمس (٩١): الآيات ١ الى ١٠]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

وَالشَّمْسِ وَضُحاها (١) وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها (٢) وَالنَّهارِ إِذا جَلاَّها (٣) وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشاها (٤)

وَالسَّماءِ وَما بَناها (٥) وَالْأَرْضِ وَما طَحاها (٦) وَنَفْسٍ وَما سَوَّاها (٧) فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَتَقْواها (٨) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها (٩)

وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها (١٠)

[التفسير]

وَالشَّمْسِ وَضُحاها للشمس دائما ضحى. ففي أي لحظة من اللحظات يكون على وجه الأرض ضحى للشمس، وقد أقسم الله عزّ وجل في هذه الآية بالشمس وضحاها الدائم، وفي ذلك معجزة من معجزات هذا القرآن

وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها أي: إذا جاء بعد الشمس مباشرة، وذلك يكون عند ما يكون القمر بدرا فإنه يأتي بعد الشمس مباشرة

وَالنَّهارِ إِذا جَلَّاها أي: إذا جلا الشمس. قال النسفي: أي:

جلا الشمس وأظهرها للرائين. أقول: وفي ذلك معجزة كونية أخرى، إذ الطاهر. أن الشمس هي التي تجلي النهار، وذلك يكون لو كانت الأرض ثابتة، أما والأرض تدور حول محورها فإن النهار هو الذي يجلي الشمس ويظهرها، فدورة الأرض هي التي تخفي الشمس أو تبديها: ولغياب هذا المعنى عن المفسرين قديما اضطرب كلامهم في تفسير الآية. فتأول بعضهم الآية وصرف بعضهم الضمير عن الشمس. قال النسفي: وقيل الضمير للظلمة أو للدنيا أو للأرض وإن لم يجر لها ذكر. أقول: وما قاله النسفي في عود الضمير إلى الظلمة قريب.

وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشاها قال ابن كثير: يعني: إذا يغشى الشمس حين تغيب فتظلم الآفاق، وقال النسفي: أي: يستر الشمس فتظلم الآفاق.

<<  <  ج: ص:  >  >>