للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[فوائد]

١ - هذا المشهد تتحدث عنه التوراة الحالية المحرفة في سفر الخروج، في إصحاحاته الثاني والثالث والرابع، ويظهر أن أقلام النساخ الكاذبة التي تحدث عنها أرميا والتي كتبت هذه الأسفار بعد مئات السنين من حياة موسى كما برهنا على ذلك من قبل، يظهر أن هذه الأقلام لم يكن عندها تصور واضح عما حدث، ومن ثم نلاحظ في هذه الإصحاحات الخلط والخبط الكثيرين، ومما يدلك على فكرة الخلط فيها ما ذكره الإصحاح الرابع في أواخره (وحدث في الطريق في المنزل أن الرب التقاه وطلب أن يقتله فأخذت صفورة صوانة وقطعت غرلة ابنها ومست رجليه فقالت إنك عريس دم لي فانفك عنه حينئذ قالت عريس دم من أجل الختان) أهذا كلام؟ ومن الخلط أن موسى عليه السلام نزل عليه الوحي وهو يرعى غنم يثرون على جبل حوريب، وبعد ذلك ذهب وأتى بزوجته عائدا إلى مصر، مع أن البعد بين حوريب ومدين كثير جدا أفمن المعقول أن يرعى إنسان غنمه على بعد مئات الأميال بعيدا عن أهله وزوجته، ومع كل الخلط الموجود في الإصحاحات فقد يكون مناسبا أن ننقل منها هذه الفقرة في الإصحاح الثالث: (وظهر له الرب بلهيب نار من وسط عليقة فنظر وإذا العليقة تتوقد بالنار والعليقة لم تكن تحترق فقال موسى أميل لأنظر هذا المنظر العظيم لماذا لا تحترق العليقة، فلما رأى الرب أنه مال. لينظر ناداه الله من وسط العليقة وقال: موسى، فقال: ها أنا ذا، فقال: لا تقترب إلى هاهنا، اخلع حذاءك من رجليك، لأن الموضع الذي أنت واقف فيه عليه أرض مقدسة، ثم قال أنا إله أبيك، إله إبراهيم، وإله إسحاق، وإله يعقوب، فغطى موسى وجهه؛ لأنه خاف أن ينظر إلى الله، فقال الرب: إني قد رأيت مذلة شعبي الذي في مصر، وسمعت صراخهم من أجل مسخريهم، إني علمت أوجاعهم؛ فنزلت لأنقذهم من أيدي المصريين، وأصعدهم من تلك الأرض إلى أرض جيدة وواسعة، إلى أرض تفيض لبنا وعسلا، إلى مكان الكنعانيين والحثيين والأموريين والفرزيين والحويين واليبوسيين).

٢ - بمناسبة قوله تعالى: وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَناحَكَ مِنَ الرَّهْبِ قال ابن كثير:

(قال مجاهد من الفزع، وقال قتادة: من الرعب، وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم وابن جرير: مما حصل لك من خوفك من الحية، والظاهر أن المراد أعم من هذا،

<<  <  ج: ص:  >  >>