فالمنافق يدل عليه كلامه إذا حضر جلسة وعظ، ويدل عليه كلامه إذا صدر أمر بجهاد، ويدل عليه تركه للجهاد، وإفساده في الأرض، وقطيعة رحمه، ويدل عليه إعطاؤه الطاعة للكافرين، فمجيء الآيتين الأخيرتين كان بعد أن ذكر الله نماذج من لحن القول الذي به نعرف المنافقين. ثمّ تأتي آية تعرّفنا بنصّها على المؤمن الصادق، وتعرفنا بمفهومها على المنافق، هذه الآية تذكر أن الله يبتلي المسلمين بمواقف ومعان فيظهر كأثر عن ذلك المجاهد الصابر والمنافق الفاجر:
وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ قال النسفي: بالقتال إعلاما لا استعلاما، أو نعاملكم معاملة المختبر ليكون أبلغ في إظهار العدل حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ على الجهاد وآثاره ولأوائه وَنَبْلُوَا أَخْبارَكُمْ قال النسفي: أي: أسراركم قال ابن كثير: وليس في تقدم علم الله تعالى بما هو كائن أنه سيكون شك ولا ريب، فالمراد حتى نعلم وقوعه ولهذا يقول ابن عباس رضي الله عنه في مثل هذا: إلا لنعلم، أي لنرى.
كلمة في السياق:[حول صلتها بالسياق القريب والعام للسورة وبالمقطع]
١ - بينت هذه الآية طريقا يكشف الله عزّ وجل به المنافقين، وهو الاختبارات