فهذا القرآن لا تنقضي عجائبه، أنزله المحيط علما بكل شئ. من هذين المثالين ندرك كيف أن سورة النساء تفصل في محورها من سورة البقرة وفي امتداد معاني هذا المحور من سورة البقرة نفسها. ولعل ما مر معنا هنا يصلح أن يكون مقدمة لما وصلنا إليه من آيات في هذا المقطع: آيات المواريث التي هي بيان للنصيب المفروض المذكور في قوله تعالى:
الآيتان الأوليان من هذه المجموعة، وآخر آية في هذه السورة، هن آيات علم الفرائض أي: علم المواريث، وهذا العلم كله مستنبط من هذه الآيات الثلاث. ومن الأحاديث الواردة في ذلك، مما هو كالتفسير لذلك. وهذا من أعظم مظاهر إعجاز هذا القرآن، أن تجد علم الميراث كله في هذه الآيات، بمثل هذه الدقة، وهذا العدل في التوزيع، وفي مثل هذا الشمول، وبمثل هذا الإيجاز، وبمثل هذه الطريقة من العرض المعجز البالغ الروعة الذي لا ينزل- وهو النص التشريعي- عن المستوى البياني