هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ مُوسى قال النسفي: استفهام يتضمن التنبيه على أن هذا مما يجب أن يشيع، والتشريف للمخاطب به، وقال ابن كثير: أي: هل سمعت بخبره،
إِذْ ناداهُ رَبُّهُ أي: كلمه بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ أي: المطهر طُوىً قال ابن كثير: هو اسم الوادي على الصحيح،
فقال له الله عزّ وجل: اذْهَبْ إِلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى أي: تجاوز الحد في الكفر والفساد. قال ابن كثير: أي: تجبر وتمرد وعتا،
فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلى أَنْ تَزَكَّى أي: تتطهر من الشرك والعصيان، بالطاعة والإيمان، وقال ابن كثير:(أي: قل له هل لك أن تجيب إلى طريقة ومسلك تزكى به فتسلم وتطيع)
وَأَهْدِيَكَ إِلى رَبِّكَ فَتَخْشى قال النسفي: أي:
وأرشدك إلى معرفة الله بذكر صفاته فتعرفه فتخشى؛ لأن الخشية لا تكون إلا بالمعرفة، وقال ابن كثير: أي: أدلك إلى عبادة ربك فتخشى، أي: فيصير قلبك خاضعا له مطيعا خاشعا، بعد ما كان قاسيا خبيثا بعيدا من الخير، قال النسفي: بدأ مخاطبته بالاستفهام الذي معناه العرض كما يقول الرجل لضيفه هل لك أن تنزل بنا، وأردفه الكلام الرقيق ليستدعيه باللطف في القول ويستنزله بالمداراة عن عتوه كما أمر بذلك في