ولكن بسورة آل عمران فصلت المقدمة فاقتضى أن يفصل في الطريقين فجاءت سورة النساء لتفصل في الطريق للتحقق بالتقوى والإيمان والعمل الصالح بالمفهوم الأوسع على ضوء تفصيل آل عمران.
وستأتي سورتا المائدة وآل عمران لتفصلا بالمفهوم الأوسع للتحرر من الكفر والنفاق على ضوء ما سبق ذلك من تفصيل، ولذلك نلاحظ أن معاني قد طرقتها سورة آل عمران قد جاءت بعد ذلك في سورة النساء، والتفصيل الذي سيكون في سورتي الأنعام والمائدة سيكون تفصيلا على ضوء ما مر.
[كلمة في غسيل الدماغ وغسيل القلب]
أصبح موضوع غسيل الدماغ علما برعت فيه كل دوائر المخابرات في العالم، حتى مخابرات الدول الديموقراطية أصبحت تستعمله بشكل خفي، وقد حاولت دوائر تبشيرية أن تستعمله، وإن اختلفت الوسائل. ومن الوسائل التي تستعملها بعض أجهزة المخابرات في موضوع غسيل المخ أن تضع الإنسان في ظروف نفسية وجسدية صعبة، ثم تحاول أن تسخر من مبادئه وعقائده، ثم تحاول أن تشككه فيها، ثم تحاول أن تغرس فكرة ما في دماغه من خلال التكرار مرات ومرات؛ حتى تصبح الفكرة وكأنها جزء منه، بحيث لو أراد أن يتحدث عما يخالفها لم يستطع ولدوائر المخابرات في هذا الموضوع أساليب وفنون وفي أكثر الأحيان- إن لم يكن في كلها- يجتمع
في عملية غسيل الدماغ الوحشية مع الباطل مع الظلم، حتى تصبح المسألة ظلمات فوق بعض.
هذا غسيل الدماغ أما غسيل القلب فذلك شئ آخر:
عند ما تتراكم على فطرة الإنسان أنواع من الصدإ فكيف يتم الجلاء؟
الجواب: أن الجلاء في القرآن.
لقد جاءت سورة البقرة فربت على التقوى من خلال سياق.
وجاءت سورة آل عمران لتفصل في أساس التقوى ضمن سياق.
وجاءت سورة النساء لتفصل في ماهية التقوى ضمن سياق.
ثم تأتي سور القرآن وفي كل سورة يأتي جديد قديم فما إن يبدأ الإنسان يقرأ القرآن