عند كثير من المفسرين وسيدهم محمد صلى الله عليه وسلم».
٢ - روى ابن مردويه عن أبي ذر قال:«قلت: يا رسول الله! كم الأنبياء؟ قال:
مائة ألف، وأربعة وعشرون ألفا. قلت: يا رسول الله: كم الرسل منهم؟ قال: ثلاثمائة وثلاثة عشر، جم غفير، قلت: يا رسول الله! من كان أولهم؟ قال: آدم، قلت يا رسول الله: نبي مرسل؟ قال: نعم، خلقه الله بيده، ونفخ فيه من روحه ثم سواه قبلا، ثم قال: يا أبا ذر: أربعة سريانيون: آدم وشيث، ونوح وخنوخ، وهو إدريس، وهو أول من خط بالقلم، وأربعة من العرب: هود، وصالح، وشعيب، ونبيك يا أبا ذر. وأول نبي من بني إسرائيل موسى، وآخرهم عيسى، وأول النبيين آدم، وآخرهم نبيك». وقد وسم ابن حبان البستي هذا الحديث بالصحة، وجعله ابن الجوزي في الموضوعات، ولم يعتمد علماء التوحيد بعض ما ورد فيه من معان فيوسف رسول وهو أقدم من موسى وهو من أبناء إسرائيل وعدد الأنبياء والرسل لا يثبت بمثل هذا الحديث حتى يعتمد.
[كلمة في السياق]
هذا المقطع كله في تقرير أن ما أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم حق، وأن الإيمان به واجب وهي قضية رئيسية في التقوى، كما نعلم ذلك من مقدمة سورة البقرة. ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ وإذا عرفنا أن سورة النساء كلها محورها التقوى، عرفنا محل هذا في السياق.
فصل في قوله تعالى لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ:
يقول صاحب الظلال عند هذه الآية:«ونقف من هذه اللفتة: لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ أمام حشد من الإيحاءات اللطيفة العميقة ونختار منه ثلاثا على سبيل الاختصار الذي لا يخرج بنا من الظلال.
نقف منها .. : أمام قيمة العقل البشري ووظيفته ودوره في أخطر قضايا «الإنسان» قضية الإيمان بالله؛ التي تقوم عليها حياته في الأرض من جذورها؛ بكل مقوماتها واتجاهاتها وواقعها وتصرفاتها؛ كما يقوم عليها مآله في الآخرة وهي أكبر وأبقى.
لو كان الله سبحانه- وهو أعلم بالإنسان وطاقاته كلها- يعلم أن العقل البشري،