وهل يسأل الساحر حلا لسحره؟ أجاز سعيد بن المسيب ذلك فيما نقله عنه البخاري ولكن لا بد من اشتراط الوسيلة المباحة.
قال النسفي: قال أبو منصور الماتريدي: «القول بأن السحر على الإطلاق كفر، خطأ بل يجب البحث عن حقيقته فإن كان في ذلك رد ما لزم في شرط الإيمان فهو كفر، وإلا فلا، ثم السحر الذي هو كفر يقتل عليه الذكور لا الإناث، وما ليس بكفر وفيه إهلاك النفس ففيه حكم قطاع الطريق ويستوي فيه، وتقبل توبته إذا تاب ومن قال: لا تقبل فقد غلط فإن سحرة فرعون قبلت توبتهم».
قال ابن كثير: أنفع ما يستعمل لإذهاب السحر ما أنزل الله على رسوله في إذهاب ذلك وهما المعوذتان وفي الحديث: «لم يتعوذ المتعوذ بمثلهما وكذلك قراءة آية الكرسي فإنها مطردة للشيطان».
أقول: ظن بعضهم أن بعض المخترعات من قبيل السحر وذلك في أول ظهورها ولذلك فإن علينا من خلال نظرة شاملة وعلمية أن نميز بين ما أسماه الإنسان سحرا وهو ليس من السحر المحرم، وبين السحر المحرم في شريعة الله، وإن علينا أن نعرف أن الإسلام جاء ليقطع دابر السحر المحرم من حياة الإنسان، فقد رأينا أن من فقهاء المسلمين من يكفر الساحر في كل حال ومما استدل به هؤلاء قوله تعالى وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا وذلك بعد الكلام عن فعل السحرة وهذا الاتجاه عليه الإمام أحمد وطائفة من السلف، وقال آخرون: لا يكفر ولكن حده ضرب عنقه؛ لما رواه الشافعي وأحمد: أن عمر بن الخطاب كتب أن اقتلوا كل ساحر وساحرة قال: فقتلنا ثلاث سواحر وقد أخرجه البخاري. وهكذا صح أن حفصة أم المؤمنين سحرتها جارية لها فأمرت بها فقتلت. قال الإمام أحمد:«صح عن ثلاثة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في الساحر». وكان عند بعض الأمراء رجل يلعب فجاء جندب مشتملا على سيفه فقتله قال: أراه كان ساحرا وحمل الشافعي قصة عمر وحفصة على سحر يكون شركا.
[فوائد]
١ - في الصحيح «من أتى عرافا أو كاهنا فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم».
٢ - وفي السنن «من عقد عقدة ونفث فيها فقد سحر».
٣ - في ضرب الله نموذجا على السحر التفريق بين المرء وزوجه إشارة إلى فظاعة