ومن الصواب فيه ذكر رغبة إبراهيم في أن يصرف البلاء عن قرى قوم لوط، ولم يفصل القرآن ماهية كلام إبراهيم بل أجمل فقال: يُجادِلُنا فِي قَوْمِ لُوطٍ.
فلننقل ما ذكر من جدال إبراهيم إلى نهاية قصة الإهلاك مما هو مذكور في الإصحاح الثامن عشر والتاسع عشر:
[في الإصحاح الثامن عشر]
(فتقدم إبراهيم وقال أفتهلك البار مع الأثيم، عسى أن يكون خمسون بارا في المدينة، أفتهلك المكان ولا تصفح عنه من أجل الخمسين بارا الذين فيه. حاشا لك أن تفعل مثل هذا الأمر أن تميت البار مع الأثيم فيكون البار كالأثيم. حاشا لك، أديان كل الأرض لا يصنع عدلا، فقال الرب إن وجدت في سدوم خمسين بارا في المدينة فإني أصفح عن المكان كله من أجلهم. فأجاب إبراهيم وقال إني قد شرعت أكلم المولى وأنا تراب ورماد، ربما نقص الخمسون بارا خمسة أتهلك كل المدينة بالخمسة فقال لا أفعل من أجل الأربعين فقال لا يسخط المولى فأتكلم. عسى أن يوجد هناك ثلاثون فقال لا أفعل إن وجدت هناك ثلاثين، فقال إني قد شرعت أكلم المولى عسى أن يوجد هناك عشرون فقال لا أهلك من أجل العشرين، فقال لا يسخط المولى فأتكلم هذه المرة فقط. عسى أن يوجد هناك عشرة، فقال لا أهلك من أجل العشرة، وذهب الرب عند ما فرغ من الكلام مع إبراهيم ورجع إبراهيم إلى مكانه).
[وفي الإصحاح التاسع عشر]
(فجاء الملكان إلى سدوم مساء وكان لوط جالسا في باب سدوم، فلما رآهما لوط قام لاستقبالهما وسجد بوجهه إلى الأرض. وقال يا سيدي ميلا إلى بيت عبدكما وبيتا واغسلا أرجلكما، ثم تبكران وتذهبان في طريقكما- فقالا لا بل في الساحة نبيت.
فألح عليهما جدا فمالا إليه ودخلا بيته فصنع لهما ضيافة وخبزا فطيرا فأكلا.
وقبل ما اضطجعا أحاط بالبيت رجال المدينة رجال سدوم من الحدث إلى الشيخ كل الشعب من أقصاها. فنادوا لوطا وقالوا له أين الرجلان اللذان دخلا إليك الليلة، أخرجهما إلينا لنعرفهما فخرج إليهم لوط إلى الباب وأغلق الباب وراءه، وقال: لا تفعلوا شرا يا إخواني. هو ذا لي ابنتان لم تعرفا رجلا. أخرجهما إليكم فافعلوا بهما كما يحسن في عيونكم. وأما هذان الرجلان فلا تفعلوا بهما شيئا لأنهما قد دخلا تحت ظل