للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عنهم فهو في حكمهم، ولهم الفضل والسبق والكمال الذي لا يلحقهم فيه أحد من هذه الأمة). وقال النسفي: (هذه الآية ترد قول الروافض أنهم كفروا بعد وفاة النبي صلّى الله عليه وسلم إذ الوعد لهم بالمغفرة والأجر العظيم إنما يكون أن لو ثبتوا على ما كانوا عليه في حياته).

[كلمة في السياق]

١ - ما صلة هذه الآية بما قبلها؟ في الآية التي قبلها كان الحديث عن ظهور الإسلام على الدين كله، وفي هذه الآية كان حديث عن كيفية هذا الظهور كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوى .. فالآية تبيّن كيفية نمو هذا الإسلام، كما تبين الآية خصائص الذين سيقومون بهذا الدور، من رحمة بالمؤمنين، وشدة على الكافرين، وركوع وسجود، وإخلاص وإيمان وعمل صالح.

٢ - وأما صلة الآية الأخيرة بمقطعها فإن بداية المقطع هي: إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً* لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا والآية الأخيرة تذكر خصائص رسول الله صلّى الله عليه وسلم والمستجيبين له، كما تذكر البشارة برسول الله صلّى الله عليه وسلم وأمته في التوراة والإنجيل، فرسالته عليه الصلاة والسلام ممهد لها من قبل في رسالات الله.

٣ - وأما صلة الآية بالمقطع الأول فهي أن المقطع الأول تحدّث عن فعل الله برسوله صلّى الله عليه وسلم وبالمؤمنين، وما أعد الله للمؤمنين من جنات. والآية الأخيرة تحدثنا عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم والمؤمنين، وعن وعد الله لهم بالمغفرة والأجر العظيم.

٤ - وأما صلة الآية بالمحور حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ فمن حيث إنها تصف حال الرسول صلّى الله عليه وسلم ومن معه، وتصف الحال التي بها ينالون النصر.

فوائد [حول السورة:]

١ - [كلام ابن كثير عن البيعة بمناسبة آية إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ .. ]

بمناسبة قوله تعالى إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللَّهَ قال ابن كثير:

(روى عبد الملك بن هشام النحوي عن الشعبي قال: إن أول من بايع رسول الله صلّى الله عليه وسلم بيعة الرضوان أبو سنان الأسدي، وروى أبو بكر عبد الله بن الزبير الحميدى عن

<<  <  ج: ص:  >  >>