أول دعوة، ثم جاء هذا الأعرابي فشغلك، قال «نعم دعوة ذي النون إذ هو في بطن الحوت لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ فإنه لم يدع بها مسلم ربه في شئ قط إلا استجاب له»
٨ - بمناسبة قوله تعالى عن يونس فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ يذكر النسفي هذه القصة عن ابن عباس رضي الله عنه أنه دخل يوما على معاوية فقال: لقد ضربتني أمواج القرآن البارحة فغرقت فيها، فلم أجد لنفسي خلاصا إلا بك، قال: وما هي يا معاوية؟ فقرأ الآية فقال أو يظن نبي الله أن لا يقدر عليه قال: هذا من القدر لا من القدرة.
٩ - وبمناسبة الكلام عن ابتلاع الحوت ليونس عليه السلام نذكر أن حوت العنبر يصل طوله إلى أن يكون تسعين مترا، وهو يستطيع أن يزدرد سمكة القرش الهائلة ويهضمها على مهل.
١٠ - الضمير في قوله تعالى إِنَّهُمْ كانُوا يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وَيَدْعُونَنا رَغَباً وَرَهَباً وَكانُوا لَنا خاشِعِينَ يعود على مجموعة الأنبياء المذكورين من قبل ممن استجاب الله لهم، فدل ذلك على أن الحال الكاملة التي يستجيب بها ربنا الدعاء هي هذه الحال، التي يجتمع فيها لأصحابها المسارعة إلى الخيرات، والدعاء رغبا ورهبا، والخشوع، ولا يعني هذا أن الله لا يستجيب إلا لمن هذا شأنه، فحضرة ربنا حضرة كرم، ولكن الله قص علينا هذا ليرفع هممنا إليه.
[المجموعة الثامنة]
وتمتد من الآية (٩٢) إلى نهاية الآية (١٠٦) وهذه هي
[سورة الأنبياء (٢١): الآيات ٩٢ الى ١٠٦]
إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ (٩٢) وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ كُلٌّ إِلَيْنا راجِعُونَ (٩٣) فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا كُفْرانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كاتِبُونَ
(٩٤) وَحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ (٩٥) حَتَّى إِذا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ (٩٦)
وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذا هِيَ شاخِصَةٌ أَبْصارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يا وَيْلَنا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا بَلْ كُنَّا ظالِمِينَ (٩٧) إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَها وارِدُونَ (٩٨) لَوْ كانَ هؤُلاءِ آلِهَةً ما وَرَدُوها وَكُلٌّ فِيها خالِدُونَ (٩٩) لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَهُمْ فِيها لا يَسْمَعُونَ (١٠٠) إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ (١٠١)
لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَها وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خالِدُونَ (١٠٢) لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هذا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (١٠٣) يَوْمَ نَطْوِي السَّماءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَما بَدَأْنا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنا إِنَّا كُنَّا فاعِلِينَ (١٠٤) وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ (١٠٥) إِنَّ فِي هذا لَبَلاغاً لِقَوْمٍ عابِدِينَ (١٠٦)