للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للإسلام وهجرا له. وجرأة عليه وعلى أهله. مع أنّه شرفهم ولولاه لم يشرفوا. وبدونه لا يبقى لهم شئ إلا الاحتقار والازدراء من قبل الشعوب، والعذاب والحساب في الآخرة، والتسليط عليهم في الدنيا، ومع كثرة الباحثين عن المجد للعرب بغير الإسلام، والمدّعين بأنّهم راغبون في إعادة مجدهم بطرق غير إسلامية. فإن العرب يزدادون ذلة.

وصدق عمر بن الخطاب: «نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزة بغير ما أعزنا به الله أذلنا الله».

٢ - [كلام صاحب الظلال حول آية فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطاعُوهُ .. ]

بمناسبة قوله تعالى: فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطاعُوهُ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ .. قال صاحب الظلال: (واستخفاف الطغاة للجماهير أمر لا غرابة فيه؛ فهم يعزلون الجماهير أولا عن كل سبل المعرفة، ويحجبون عنهم الحقائق حتى ينسوها، ولا يعودوا يبحثون عنها، ويلقون في روعهم ما يشاءون من المؤثرات حتى تنطبع نفوسهم بهذه المؤثرات المصطنعة. ومن ثم يسهل استخفافهم بعد ذلك، ويلين قيادهم، فيذهبون بهم ذات اليمين وذات الشمال مطمئنين.

ولا يملك الطاغية أن يفعل بالجماهير هذه الفعلة إلا وهم فاسقون لا يستقيمون على طريق، ولا يمسكون بحبل الله، ولا يزنون بميزان الإيمان، فأما المؤمنون فيصعب خداعهم واستخفافهم واللعب بهم كالريشة في مهب الريح. ومن هنا يعلل القرآن استجابة الجماهير لفرعون فيقول: فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطاعُوهُ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ .. ).

٣ - [كلام ابن كثير حول آية فَلَمَّا آسَفُونا انْتَقَمْنا مِنْهُمْ .. ]

بمناسبة قوله تعالى: فَلَمَّا آسَفُونا انْتَقَمْنا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْناهُمْ أَجْمَعِينَ قال ابن كثير: (قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما: آسفونا: أسخطونا، وقال الضحاك عنه: أغضبونا، وهكذا قال ابن عباس أيضا ومجاهد وعكرمة وسعيد بن حبير ومحمد بن كعب القرظي وقتادة والسدي وغيرهم من المفسرين وروى ابن

أبي حاتم عن عقبة بن عامر رضي الله عنه أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال: «إذا رأيت الله تبارك وتعالى يعطي العبد ما يشاء وهو مقيم على معاصيه فإنما ذلك استدراج منه له» ثم تلا صلّى الله عليه وسلم قوله سبحانه: فَلَمَّا آسَفُونا انْتَقَمْنا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْناهُمْ أَجْمَعِينَ وعن أبي طارق بن شهاب قال: كنت عند عبد الله رضي عنه فذكر عنده موت الفجأة فقال: تخفيف على المؤمن، وحسرة على الكافر ثم قرأ رضي الله عنه فَلَمَّا آسَفُونا انْتَقَمْنا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْناهُمْ أَجْمَعِينَ وقال عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه وجدت النقمة مع الغفلة يعني: قوله

<<  <  ج: ص:  >  >>