للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

معجزات هذا القرآن تقطع بأنه من عند الله عزّ وجل، وقد رأينا شبيها بهذا في سورة النصر، وهكذا نجد أن المجموعة الأخيرة من القرآن فيها ألوان من الإعجاز، وألوان من المعاني عدا عن التغطية الواسعة لآيات كثيرة من سورة البقرة، مما يجعلنا نعرف حكمة الله عزّ وجل فيها، بأن جعلها خاتمة مجموعات القرآن.

٢ - رأينا في السورة تفسيرا للخسران الذي تحدث عنه محور السورة، وهو دخول أبي لهب وزوجته نار جهنم، وأي خسران أكبر من ذلك، ومن الخسران ألا يغني عن الإنسان ماله وولده شيئا، ومن الخسران أن يذم الله أحدا أو يحقره، فما أشده من خسران. ولذلك كله صلة بمحور السورة، فأبو لهب وزوجته ناقضا عهد، قاطعان لما أمر الله به أن يوصل، مفسدان في الأرض أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ وبهذا نكون قد عرفنا صلة السورة بمحورها، وصلتها بما قبلها، ونكتفي بهذا القدر.

[الفوائد]

١ - بمناسبة الكلام عن السورة ينقل لنا ابن كثير كيفية استقبال زوجة أبي لهب لهذه السورة. قال ابن كثير:

(روى ابن أبي حاتم عن أسماء بنت أبي بكر قالت لما نزلت تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ أقبلت العوراء أم جميل بنت حرب ولها ولولة وفي يدها فهر وهي تقول.

مذمما أبينا ... ودينه قلينا

وأمره عصينا

ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في المسجد ومعه أبو بكر، فلما رآها أبو بكر قال:

يا رسول الله قد أقبلت وأنا أخاف عليك أن تراك، فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم «إنها لن تراني» وقرأ قرآنا اعتصم به كما قال تعالى وَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجاباً مَسْتُوراً فأقبلت حتى وقفت على أبي بكر ولم تر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا أبا بكر إني أخبرت أن صاحبك هجاني، قال: لا ورب هذا البيت ما هجاك، فولت وهي تقول: قد علمت قريش أني ابنة سيدها. قال: وقال الوليد في حديثه أو غيره: فعثرت أم جميل في مرطها وهي تطوف بالبيت فقالت: تعس مذمم فقالت أم حكيم بنت عبد المطلب: إني لحصان فما أكلم، وثقاف فما أعلم، وكلتانا من بني العم، وقريش بعد أعلم، وقال الحافظ أبو بكر البزار عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: لما نزلت تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ جاءت امرأة أبي لهب ورسول الله

<<  <  ج: ص:  >  >>