تتألف المجموعة الثالثة عشرة من خمس سور، وقد دلنا على بدايتها ونهايتها أكثر من شئ، فأول سورة فيها مبدوءة بقسم، وتلك علامة على مجموعة جديدة، كما أنه بعد سورة الزلزلة تأتي سورة العاديات، وهي مبدوءة بقسم مما يشير إلى أن سورة الزلزلة نهاية مجموعتها. والملاحظ أن سورة الزلزلة تتحدث عن الساعة، وهي مبدوءة فَإِذا وقد رأينا من قبل أن كل سورة بدأت بإذا كانت نهاية مجموعة، وهذا يجعلنا نستأنس أن سورة الزلزلة هي نهاية مجموعتها.
وعلى هذا فإن المجموعة الثالثة عشرة بدايتها سورة التين، ونهايتها سورة الزلزلة، فهي تفصل- ككل مجموعة- في مقدمة سورة البقرة إلى حيث يقف تفصيلها الذي تقودنا إليه المعاني، وواضح من المجموعة أن سورة التين تفصل في مقدمة سورة البقرة، وأن سورة العلق تفصل في ما بعد المقدمة مباشرة، أي: في قوله تعالى: يا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ وتأتي سورة القدر لتفصل في قوله تعالى: وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنا عَلى عَبْدِنا وتأتي سورة البينة لتفصل في الآيتين السادسة والعشرين والسابعة والعشرين من سورة البقرة، وتأتي سورة الزلزلة لتفصل في الآية بعد ذلك: كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْواتاً فَأَحْياكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ. وكل ذلك سنراه بالتفصيل، فلنبدأ عرض المجموعة سورة سورة.