حاتم .... عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول «يكون خلف بعد ستين سنة، أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات، فسوف يلقون غيا، ثم يكون خلف يقرءون القرآن لا يعدو تراقيهم، ويقرأ القرآن ثلاثة: مؤمن، ومنافق، وفاجر» وقال بشير قلت للوليد: ما هؤلاء الثلاثة؟ قال: المؤمن مؤمن به، والمنافق كافر به، والفاجر يتأكل به، وهكذا رواه أحمد عن أبي عبد الرحمن المقري.
وقال كعب الأحبار: والله إني لأجد صفة المنافقين في كتاب الله عزّ وجل: شرّابين للقهوات ترّاكين للصلوات، لعّابين بالكعبات، رقادين عن العتمات، مفرّطين في الغدوات، ترّاكين للجماعات. قال ثم تلا هذه الآية فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَواتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا وقال الحسن البصري: عطلوا المساجد، ولزموا الضيعات، وقال أبو الأشهب العطاردي: أوحى الله إلى داود عليه السلام يا داود حذّر وأنذر أصحابك أكل الشهوات، فإن القلوب المعلقة بشهوات الدنيا عقولها عني محجوبة، وإنّ أهون ما أصنع بالعبد من عبيدي إذا آثر شهوة من شهواته أن أحرمه من طاعتي).
٤ - [قولان للنسفي في قوله تعالى فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا]
في تفسير النسفي في قوله تعالى فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا قولان أحدهما ما ذكرناه وهو الخسارة والشر، والثاني: أنه واد في جهنم بعيد القعر، خبيث الطعم، وهو منقول عن ابن مسعود، ومثله عن أبي عياض قال: واد في جهنم من قيح ودم.
٥ - [كلام ابن كثير بمناسبة قوله تعالى وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيها بُكْرَةً وَعَشِيًّا]
عند قوله تعالى: وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيها بُكْرَةً وَعَشِيًّا يقول ابن كثير: أي في مثل البكرات ووقت العشيات، لا أن هناك ليلا أو نهارا، ولكنهم في أوقات تتعاقب، يعرفون مضيها بأضواء وأنوار كما روى الإمام أحمد عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:
«أول زمرة تلج الجنة صورهم على صورة القمر ليلة البدر، لا يبصقون فيها، ولا يتمخّطون فيها ولا يتغوطون، آنيتهم وأمشاطهم الذهب والفضة ومجامرهم الألوة (العود الذي يتبخر به) ورشحهم المسك، ولكل واحد منهم زوجتان، يرى مخ ساقها من وراء اللحم من الحسن، لا اختلاف بينهم ولا تباغض، قلوبهم على قلب رجل واحد، يسبحون الله بكرة وعشيا» أخرجاه في الصحيحين، وروى الإمام أحمد ... عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «الشهداء على بارق نهر بباب الجنة، في قبة خضراء، يخرج عليهم رزقهم من الجنة بكرة وعشيا». وقال الضحاك عن ابن عباس في قوله تعالى: وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيها بُكْرَةً وَعَشِيًّا قال: مقادير الليل والنهار. وروى ابن جرير عن الوليد بن