للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ولنعد إلى التفسير الحرفي]

وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أي العير أو النفير، القافلة أو الجيش، الكسب المادي أو النصر العسكري وما يستتبعه أَنَّها لَكُمْ التقدير واذكروا إذ يعدكم الله أن إحدى الطائفتين لكم وَتَوَدُّونَ أي وترغبون وتريدون أَنَّ غَيْرَ ذاتِ الشَّوْكَةِ أي غير ذات السلاح أي العير أي القافلة تَكُونُ لَكُمْ أي تتمنون أن تكون لكم العير لأنها الطائفة التي لا سلاح لها، ولا تريدون الطائفة الأخرى ذات الشوكة، والشوكة كانت في النفير لعددهم وعدتهم وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ أي يثبته ويعليه بِكَلِماتِهِ أي بآياته المنزلة في محاربة ذات الشوكة وبما أمر الملائكة من نزولهم للنصرة، وبما قضى من قتل المشركين وَيَقْطَعَ دابِرَ الْكافِرِينَ أي آخرهم وقطع الدابر عبارة عن الاستئصال، يعني إنكم تريدون الفائدة العاجلة، وسفساف الأمور والله تعالى يريد معالي الأمور، ونصرة الحق، وعلو الكلمة. وشتان ما بين المرادين، ولذلك اختار لكم الطائفة ذات الشوكة، وكسر قوتهم بضعفكم، وأعزكم وأذلهم

لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْباطِلَ أي يريد قطع دابر الكافرين ليحق الحق ويبطل الباطل، أو ما فعل الله ذلك إلا لإحقاق الحق، وإبطال الباطل، وإحقاق الحق إثبات الإسلام

وإظهاره، وإبطال الباطل إبطال الكفر ومحقه، ميز في الآية السابقة بين إرادته تعالى وإرادتهم، وبين في هذه الآية حكمته فيما فعل من اختيار ذات الشوكة على غيرها لهم ونصرهم عليها وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ أي ولو كره المشركون والكافرون، إحقاق الحق وإبطال الباطل.

[فوائد]

١ - في سياق الكلام عن غزوة بدر ومواقفها بين الله تعالى حكمته في فرضية القتال على المسلمين، وكون الخير كله في ذلك، إذ أن الحق لا يثبت بلا قتال، وأن الباطل لا يضمحل بلا قتال. وأن الكافرين لا يستأصلون ولا يذلون إلا بجهاد، وإذ كان الأمر كذلك فالخير كل الخير في القتال، والشر كل الشر في النكوص عما فرضه الله من جهاد، وما أسخف الذين يتعللون في عصرنا لترك القتال بدلا من أن يرتفعوا ويرفعوا أممهم إلى مستوى القتال على مستوى العصر.

<<  <  ج: ص:  >  >>