بعد الآيات الخمس الأولى من سورة البقرة والتي فصلت فيها سورة العصر يأتي قوله تعالى إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ* خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ والملاحظ أن سورة الهمزة تتحدث عن الكافرين وعذابهم العظيم، وتذكر بعض صفات الكافرين الرئيسية، فتعرفنا على الأسباب التي استحقوا بها أن يختم الله عزّ وجل على قلوبهم وعلى سمعهم، وأن يجعل على أبصارهم غشاوة، فالسورة واضحة الصلة بالمحور الذي ذكرناه من مقدمة سورة البقرة.
رأينا أن سورة العصر ذكرت أن جنس الإنسان في خسر إلا من اتصف بصفات معينة، وتأتي سورة الهمزة لتحدد صفات الخاسرين ومظهر خسارهم، فللسورة صلتها بما قبلها، وهكذا نجد أن للسورة سياقها الخاص وصلتها بمحورها وصلتها بما قبلها.
قال الألوسي:(ولما ذكر سبحانه فيما قبلها أن الإنسان- سوى من استثنى- في خسر، بين فيها أحوال بعض الخاسرين).