إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ أي: حركت الأرض زِلْزالَها أي: حركتها الشديدة التي ليس بعدها حركة. قال النسفي: أي: زلزالها الشديد الذي ليس بعده زلزال.
وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها قال ابن كثير: يعني: ألقت ما فيها من الموتى، وقال النسفي: أي: كنوزها وموتاها .. جعل ما في جوفها من الدفائن أثقالا لها. أقول:
والحكمة في إخراج الكنوز مع الموتى إراءة الناس تفاهة ما تعبدوا له، وعملوا له، واختصموا فيه. قال ابن كثير:(وروى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تلقى الأرض أفلاذ كبدها أمثال الأسطوان من الذهب والفضة، فيجئ القاتل فيقول: في هذا قتلت، ويجئ القاطع فيقول: في هذا قطعت رحمي، ويجئ السارق فيقول: في هذا قطعت يدي ثم يدعونه فلا يأخذون منه شيئا»).
وَقالَ الْإِنْسانُ ما لَها قال النسفي: (أي: ما لها زلزلت هذه الزلزلة الشديدة، ولفظت ما في بطنها، وذلك عند النفخة الثانية حين تزلزل وتلفظ موتاها أحياء فيقولون ذلك لما يبهرهم من الأمر الفظيع، كما يقولون: من بعثنا من مرقدنا، وقيل: هذا قول الكافر؛ لأنه كان لا يؤمن بالبعث، فأما المؤمن فيقول: هذا ما وعد الرحمن وصدق