هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَةِ أي: قد أتاك حديث الغاشية، والغاشية هي الداهية التي تغشى الناس بشدائدها، وتلبسهم أهوالها يعني القيامة، قال ابن كثير: الغاشية من أسماء يوم القيامة .. لأنها تغشى الناس وتعمهم.
[كلمة في السياق]
بدأت السورة بهذا السؤال الذي جوابه نعم. كما ورد في الحديث الذي رواه ابن أبي حاتم .. عن عمرو بن ميمون قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم على امرأة تقرأ هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَةِ فقام يستمع ويقول: «نعم، قد جاءني». وإذ كان الجواب معلوما فقد انتقلت الفقرة مباشرة لتعرض علينا حال الكافرين فيها، وحال المؤمنين.
[تفسير المجموعة الأولى]
وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ أي: يوم إذ غشيت الغاشية خاشِعَةٌ أي: ذليلة لما اعترى أصحابها من الخزي والهوان. قال النسفي: وإنما خص الوجه لأن الحزن والسرور إذا استحكما في السر أثرا في الوجه
عامِلَةٌ ناصِبَةٌ قال ابن كثير: (أي: قد عملت عملا كثيرا ونصبت فيه وصليت يوم القيامة نارا حامية .. وعن عكرمة والسدي: عاملة في الدنيا بالمعاصي، ناصبة في النار بالعذاب والإهلاك، والنصب: التعب. روى الحافظ