٤ - وبمناسبة قوله تعالى: وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئاتِ ثُمَّ تابُوا مِنْ بَعْدِها وَآمَنُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِها لَغَفُورٌ رَحِيمٌ أخرج ابن أبي حاتم عن عبد الله بن مسعود أنه سئل عن الرجل يزني بالمرأة ثم يتزوجها. فتلا هذه الآية: وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئاتِ ثُمَّ تابُوا مِنْ بَعْدِها وَآمَنُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِها لَغَفُورٌ رَحِيمٌ، فتلاها عبد الله عشر مرات فلم يأمرهم بها ولم ينههم عنها. ولنعد إلى التفسير الحرفي:
وَاخْتارَ مُوسى قَوْمَهُ أي من قومه سَبْعِينَ رَجُلًا لِمِيقاتِنا من أجل أن يعتذروا عن عبادة العجل فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ. أي الزلزلة الشديدة قالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ بما كان منهم من عبادة العجل وَإِيَّايَ لقتلي القبطي أَتُهْلِكُنا بِما فَعَلَ السُّفَهاءُ مِنَّا أي أتهلكنا عقوبة بما فعل الجهال منا وهم أصحاب العجل إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ قال ابن كثير: أي ابتلاؤك واختبارك وامتحانك. قال ابن عباس. وسعيد بن جبير، وأبو العالية والربيع بن أنس وغير واحد من علماء السلف والخلف ولا معنى له غير ذلك يقول: إن الأمر إلا أمرك وإن الحكم إلا حكمك. فما شئت كان. تضل من تشاء، وتهدي من تشاء، ولا هادي لمن أضللت، ولا مضل لمن هديت، ولا معطي لمن منعت، ولا مانع لما أعطيت؛ فالملك كله لك، والحكم كله لك، لك الخلق والأمر تُضِلُّ بِها مَنْ تَشاءُ أي تضل بالفتنة من تشاء. أي من علمت منهم اختيار الضلال وَتَهْدِي مَنْ تَشاءُ أي وتهدي بالفتنة من تشاء من علمت منهم اختيار الهدى أَنْتَ وَلِيُّنا. أي مولانا القائم بأمورنا فَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغافِرِينَ
وَاكْتُبْ لَنا أي وأثبت لنا واقسم فِي هذِهِ الدُّنْيا حَسَنَةً. أي عافية وحياة طيبة وتوفيقا في الطاعة وَفِي الْآخِرَةِ الجنة إِنَّا هُدْنا إِلَيْكَ أي تبنا إليك قالَ عَذابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشاءُ. ممن لا أريد العفو عنه وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ أي ومن صفة رحمتي أنها واسعة تبلغ كل شئ. فما من مسلم ولا كافر إلا وعليه أثر رحمة الله في الدنيا فَسَأَكْتُبُها أي هذه الرحمة لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ الشرك من أمة محمد صلى الله عليه وسلم بدليل ما بعده وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ المفروضة وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِنا أي بجميع كتبنا يُؤْمِنُونَ فلا يكفرون بشيء منها.
الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ الذي نوحي إليه كتابا مختصا به وهو القرآن النَّبِيَّ صاحب المعجزات الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ أي يجدون نعته مَكْتُوباً