للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليه آثار قدميه. ومن هذه الآيات أمن الخائف إذا دخله من كل سوء، هذا البيت فرض الله- عزّ وجل- حجه على المستطيع من الناس. ومن يجحد فريضة الحج فقد كفر والله غني عنه.

ثم يختم هذا القسم الذي يمكن أن يكون عنوانه الدعوة إلى ربوبية الله وتوحيده بآيتين كل منهما مبدوءة ب قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ ... * كما بدأ القسم كله. وفي الآيتين تعنيف من الله تعالى لمن لم يدخل في الإسلام من أهل الكتاب على عنادهم للحق، وكفرهم بآيات الله، وصدهم عن سبيل الله من أراده من أهل الإيمان، باذلين جهدهم وطاقتهم في ذلك، مع علمهم بأن ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم حق من الله، ومع ما عندهم من العلم عن الأنبياء الأقدمين، والسادة المرسلين صلوات الله وسلامة عليهم أجمعين، مما بشروا به، ونوهوا من ذكر النبي الأمي الهاشمي العربي المكي سيد ولد آدم، وخاتم الأنبياء والمرسلين، ورسول رب الأرض والسماء، وقد توعدهم الله على ذلك وأخبر بأنه شهيد على صنيعهم ذلك بما خالفوا ما بأيديهم عن الأنبياء، ومعاملتهم الرسول المبشر به بالتكذيب والجحود والعناد. فأخبر تعالى أنه ليس بغافل

عما يعملون.

وسيجزيهم على ذلك.

[المعنى الحرفي]

لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ أي لن تبلغوا حقيقة البر، أو لن تكونوا أبرارا أو لن تنالوا بر الله وهو: ثوابه وجنته، حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ حتى تكون نفقتكم من أموالكم التي تحبونها وتؤثرونها. قال الحسن: «كل من تصدق ابتغاء وجه الله بما يحبه ولو تمرة فهو داخل في هذه الآية» ولا وصول إلى المطلوب إلا بإنفاق المحبوب. وَما تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ طيب أو غير طيب، فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ فيجازيكم بحسبه.

[فوائد]

١ - روى الإمام أحمد، والبخاري ومسلم عن أنس بن مالك: كان أبو طلحة أكثر الأنصار في المدينة مالا. وكان أحب أمواله إليه بيرحاء، وكانت مستقبلة المسجد، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب. قال أنس: فلما نزلت

<<  <  ج: ص:  >  >>