للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[فائدة]

من كلام إبراهيم عليه السلام نعرف عقيدة الأنبياء في موضوع أفعال الله عزّ وجل، ونعرف الحكم القاطع في النزاع الذي دار بين أهل السنة والجماعة، والمعتزلة في موضوع خلق الأفعال، إن كلام إبراهيم قاطع في أن الله هو المؤثر، وأنه لا تأثير للأشياء إلا بالله.

...

ولنعد إلى التفسير:

فبعد أن أعلم إبراهيم قومه أن معبوديهم أعداؤه، وأن رب العالمين هو ربه ومعبوده، وعرفهم على الله رب العالمين، توجه بالدعاء إلى الله عزّ وجل فقال:

رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً أي حكمة أو حكما بين الناس بالحق، أو علما أو فصلا أو نبوة لأن النبي صلى الله عليه وسلم ذو حكمة، وذو حكم بين عباد الله وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ أي الأنبياء، أو واجعلني مع الصالحين في الدنيا والآخرة

وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ أي ثناء حسنا، وذكرا جميلا في الأمم التي تجيء بعدي، فأعطي ذلك، فكل أهل دين يتولونه ويثنون عليه، ووضع اللسان موضع القول لأن القول يكون به

وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ أي واجعلني وارثا للجنة، أي من الذين يدخلونها خالدين

وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كانَ مِنَ الضَّالِّينَ أي اجعله من أهل المغفرة بإعطائه الإسلام إنه كان من الكافرين

وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ أي ولا تذلني يوم يبعث الخلق أي يوم القيامة

يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ وَلا بَنُونَ أي يوم لا يقي المرء من عذاب الله ماله ولا أولاده

إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ أي عن الكفر والنفاق وبقية الأمراض. وبهذا انتهت دعوات إبراهيم عليه السلام، وبها عرفنا المطالب العليا للمسلم الكريم: الحكم، والصلاح، وحسن الذكر في الله، والجنة، والمغفرة للآباء، وعدم الذلة يوم القيامة.

...

[كلمة في السياق]

نلاحظ أن السياق حدثنا عن جولة فقط من النقاش بين إبراهيم وقومه، ثم سار السياق في عرض دعوات إبراهيم. والآن ينقلنا السياق إلى مشهد من مشاهد يوم

<<  <  ج: ص:  >  >>