ولكل من يقرأ هذا الكلام أن يرى: من الذي يجعله سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه مصداقا لآية الاستخلاف؟)
[فوائد]
١ - بمناسبة قوله تعالى وَإِذا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ ذكر ابن كثير ما رواه الطبراني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم «من دعي إلى سلطان فلم يجب فهو ظالم لا حق له» وذكر ابن كثير ما أخرجه ابن أبي حاتم كسبب لنزول الآيات عن الحسن قال: «كان الرجل إذا كان بينه وبين الرجل منازعة فدعي إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو محق أذعن، وعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم سيقضي له بالحق، وإذا أراد أن يظلم فدعي إلى النبي صلى الله عليه وسلم أعرض وقال: أنطلق إلى فلان؛ فأنزل الله هذه الآية فقال النبي صلى الله عليه وسلم «من كان بينه وبين أخيه شئ فدعي إلى حكم من حكام المسلمين فأبى أن يجيب له فهو ظالم لا حق له» وهذا حديث غريب وهو مرسل.
٢ - بمناسبة قوله تعالى إِنَّما كانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنا وَأَطَعْنا وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ قال ابن كثير:(وقال قتادة في
هذه الآية أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنا وَأَطَعْنا ذكر لنا أن عبادة بن الصامت- وكان عقبيا بدريا أحد نقباء الأنصار- أنه لما حضره الموت قال لابن أخيه جنادة بن أبي أمية: ألا أنبئك بماذا عليك وبماذا لك؟ قال: بلى، قال فإن عليك السمع والطاعة، في عسرك ويسرك، ومنشطك ومكرهك، وأثرة عليك. وعليك أن تقيم لسانك بالعدل، وأن لا تنازع الأمر أهله إلا أن يأمروك بمعصية الله بواحا، فما أمرت به من شئ يخالف كتاب الله فاتبع كتاب الله وقال قتادة: ذكر لنا أن أبا الدرداء قال: لا إسلام إلا بطاعة الله، ولا خير إلا في جماعة، والنصيحة لله ولرسوله وللخليفة وللمؤمنين عامة، قال وقد:
ذكر لنا أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يقول: عروة الإسلام شهادة أن لا إله إلا الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والطاعة لمن ولاه الله أمر المسلمين. ورواه ابن أبي حاتم. والأحاديث والآثار في وجوب الطاعة لكتاب الله، وسنة رسوله، وللخلفاء الراشدين، والأئمة إذا أمروا بطاعة الله، أكثر من أن تحصر في هذا المكان)
٣ - بمناسبة قوله تعالى وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ قال النسفي:(وعن بعض الملوك أنه سأل عن آية كافية فتليت له هذه الآية وهي جامعة لأسباب الفوز).