للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الوصول إلى الحليب يدل بما لا يقبل جدلا على أنّ منزل هذا القرآن هو العليم بكل شئ.

قال صاحب الظلال: (وقد بقي هذا كله سرا إلى عهد قريب، وهذه الحقيقة العلمية التي يذكرها القرآن هنا عن خروج اللبن من بين فرث ودم لم تكن معروفة لبشر، وما كان بشر في ذلك العهد ليتصورها، فضلا عن أن يقررها بهذه الدقة العلمية الكاملة. وما يملك إنسان يحترم عقله أن يماري في هذا أو يجادل. ووجود حقيقة واحدة من نوع هذه الحقيقة يكفي وحده لإثبات الوحي من الله بهذا القرآن: فالبشرية كلها كانت تجهل يومذاك هذه الحقيقة.

والقرآن عبر هذه الحقائق العلمية البحتة- يحمل أدلة الوحي من الله مع خصائصه الأخرى لمن يدرك هذه الخصائص ويقدرها، ولكن ورود حقيقة واحدة على هذا النحو الدقيق يفحم المجادلين المتعنتين).

٢ - [أول آية تشير إلى الخمر تلميحا هي وَمِنْ ثَمَراتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً .. ]

أول آية نزلت تشير إلى الخمر غامزة منها هي قوله تعالى وَمِنْ ثَمَراتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً وَرِزْقاً حَسَناً إذ عطفت الرزق الحسن على السّكر، والعطف يقتضي التغاير، فدل ذلك على أن السّكر ليس من الرزق الحسن، فكانت غمزة في الخمر ومقدمة لتحريمه، وللعلماء استنباطات من الآية:

قال ابن كثير بعد أن ذكر الآية: (دلّ على إباحته شرعا قبل تحريمه ودل على التسوية بين المسكر المتّخذ من النخل والمتخذ من العنب، كما هو مذهب مالك والشافعي، وأحمد وجمهور العلماء، وكذا حكم سائر الأشربة المتّخذة من الحنطة والشعير والذرة والعسل، كما جاءت السنة بتفصيل ذلك).

٣ - [حول كون عسل النحل فِيهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ]

وعند قوله تعالى عن العسل: فِيهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ قال ابن كثير: (روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رجلا جاء إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال: إن أخي استطلق بطنه فقال: «اسقه عسلا» فذهب فسقاه عسلا، ثم جاء فقال: يا رسول الله سقيته عسلا فما زاده إلا استطلاقا، قال: «اذهب فاسقه عسلا» فذهب فسقاه عسلا. ثم جاء فقال: يا رسول الله ما زاده إلا استطلاقا فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «صدق الله وكذب بطن أخيك، اذهب فاسقه عسلا» فذهب فسقاه عسلا فبرئ).

<<  <  ج: ص:  >  >>