للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[التفسير]

قَدْ أَفْلَحَ أي: نال الفوز مَنْ تَزَكَّى قال النسفي: أي: تطهر من الشرك أو تطهر للصلاة، أو أدى الزكاة. قال ابن كثير: أي: طهر نفسه من الأخلاق الرذيلة، وتابع ما أنزل الله على الرسول صلى الله عليه وسلم

وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ قال النسفي: وكبر للافتتاح فَصَلَّى الصلوات الخمس، وقال ابن كثير: أي: أقام الصلاة في أوقاتها ابتغاء رضوان الله وطاعة لأمر الله، وامتثالا لشرع الله، وهناك اتجاهات أخرى في النص فيها أن التزكي محدد بالشهادتين، والمراد بذكر الله والصلاة، الصلوات الخمس، ومنها أن المراد بذكر الله عزّ وجل ذكر الله في الطريق إلى المصلى يوم العيد، والمراد بالصلاة صلاة يوم العيد خاصة، وكلها معان يكمل بعضها بعضا، والآيتان تحتملها كلها، ومن مجيئها بعد الجزء الثاني من الفقرة الثانية ندرك أن المظهر الأول للانتفاع بالتذكير هو التزكي وإقامة الصلاة، وبعد هذا كله يذكر الله عزّ وجل العلة الرئيسية لرفض التذكير والتزكية والصلاة، وهي إيثار الحياة الدنيا

بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا قال النسفي:

(أي: على الآخرة فلا تفعلون ما به تفلحون. والمخاطب به الكافرون، دليله قراءة أبي عمر يُؤْثِرُونَ بالياء) وقال ابن كثير: أي: تقدمونها على أمر الآخرة وتبدونها على ما فيه نفعكم وصلاحكم في معاشكم ومعادكم

وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقى قال النسفي:

(أي: أفضل في نفسها وأدوم) قال ابن كثير: أي: ثواب الله في الدار الآخرة خير من الدنيا وأبقى فإن الدنيا دانية فانية، والآخرة شريفة باقية، فكيف يؤثر عاقل ما يفنى على ما يبقى، ويهتم بما يزول عنه قريبا، ويترك الاهتمام بدار البقاء والخلد

إِنَّ هذا أي:

هذا المعنى الوارد في الفقرة الأخيرة من قوله تعالى قَدْ أَفْلَحَ .. قال ابن كثير:

أي: مضمون هذا الكلام لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى * صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى فهو معنى سجله الله عزّ وجل فيما أوحاه إلى رسله عليهم الصلاة والسلام، فالنفس البشرية هي النفس البشرية في كل العصور.

<<  <  ج: ص:  >  >>