للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفرد، فيجعل الاعتدال سمة من سمات الإيمان: وَكانَ بَيْنَ ذلِكَ قَواماً ..

[كلمة في السياق]

رأينا محل هذه الآيات المبدوءة بقوله تعالى: وَعِبادُ الرَّحْمنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً ... ضمن سياق السورة الخاص من حيث إن أهل هذه الآيات هم المبشرون المستحقون للبشارة، وذلك هو المعنى الذي ترتبط به هذه الآيات بمحور السورة المباشر كانَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ

الْكِتابَ بِالْحَقِ

فالموصوفون بالآيات هم الذين استجابوا للرسول والقرآن واستحقوا البشارة. وللآيات ارتباط بحيز آية المحور من سورة البقرة:

إن آية كانَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً .. آتية في حيز قوله تعالى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ والذين لا يتبعون خطوات الشيطان هم الذين قال الله فيهم: إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ* وإن هذه الآيات التي مرت معنا هي التفصيل لمجموع الصفات والخصائص التي من تحقق بها كان من عباد الله الذين ليس للشيطان عليهم سلطان والذين لا يتبعون خطوات الشيطان وهم الذين استجابوا للرسول والقرآن واستحقوا التبشير.

ولم يبق عندنا من السورة إلا آية واحدة.

[الأمر الرابع]

قُلْ ما يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّي قال ابن كثير: أي لا يبالي ولا يكترث بكم إذا لم تعبدوه، فإنه إنما خلق الخلق ليعبدوه ويوحدوه ويسبحوه بكرة وأصيلا لَوْلا دُعاؤُكُمْ أي لولا عبادتكم له فَقَدْ كَذَّبْتُمْ أيها الكافرون فَسَوْفَ يَكُونُ لِزاماً أي فسوف يكون تكذيبكم لزاما لكم ملازما يعني مقتضيا لعذابكم وهلاككم ودماركم في الدنيا والآخرة.

هذا هو الأمر الرابع والأخير، وهو إنذار للكافرين، وأمر لهم بالعبادة.

وهكذا ترتبط نهاية السورة ببدايتها: تَبارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقانَ عَلى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعالَمِينَ نَذِيراً

<<  <  ج: ص:  >  >>