للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ملاحظة أولى]

كما أن محور السورة كان خطابا لرسول الله صلى الله عليه وسلم: تِلْكَ آياتُ اللَّهِ نَتْلُوها عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ فإننا نلاحظ أن كل مجموعة في السورة فيها خطاب مباشر لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيها ذكر للآيات أو للقرآن: فمثلا في المقدمة نجد لَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ونجد وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ كما نجد إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وفي قصة موسى نجد الآية الأولى فيها: وَإِذْ نادى رَبُّكَ مُوسى

ونجد في خاتمتها: إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ.

ونجد أنه بعد كل قصة من القصص اللاحقة يتكرر قوله تعالى: وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ كما يتكرر قوله تعالى إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً ونجد في خاتمة السورة:

وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعالَمِينَ* نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ* عَلى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ. وهكذا نجد توافقا كاملا بين السورة وبين الآية التي هي محورها من سورة البقرة.

[ملاحظة ثانية]

نلاحظ أن مقدمة السورة بعد أن ذكرت أصناف النبات قالت: إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ* وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ

كما نلاحظ أن قصة موسى ختمت بقوله تعالى: إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ* وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ

كما نلاحظ أن كل قصة ذكرت في السورة ختمت بنفس الآيتين. وهذا يفيد أن على المتأمل والتالي أن يجد آية في كل ما ذكر إن كان مؤمنا، وأن غير المؤمن هو الذي لا يجد الآية في هذا، والتذكير باسم الله الرحيم في هذا المقام ينسجم مع ذكر الآية ويذكرنا بشكرها والتذكير باسم الله العزيز فيه إنذار للذين لا يرون الآية ولا يؤمنون، فإذا تذكرنا محور السورة تِلْكَ آياتُ اللَّهِ نَتْلُوها عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ

عرفنا أن في كل مجموعة من السورة نموذجا على آيات الله التي أنزلها على رسولة صلى الله عليه وسلم والتي فيها دليل رسالته، ومن ثم فإن على المؤمن أن يتذوق الآية في كل مجموعة من مجموعات هذه السورة.

<<  <  ج: ص:  >  >>