الجبال، فألقاها عليها، فاستقرت. فتعجبت الملائكة من خلق الجبال. فقالت: يا رب: هل في خلقك شئ أشد من الجبال؟ قال: نعم. الحديد. قالت: يا رب فهل من خلقك شئ أشد من الحديد؟. قال: نعم. النار: قالت: يا رب فهل من خلقك شئ أشد من النار؟. قال: نعم. الماء. قالت: يا رب. فهل من خلقك شئ أشد من الماء؟. قال: نعم. الريح. قالت: يا رب. فهل من خلقك شئ أشد من الريح؟.
قال: نعم. ابن آدم يتصدق بيمينه، فيخفيها من شماله».
وقد مر معنا عند الكلام عن آية الكرسي حديث أبي ذر قال: قلت: يا رسول الله.
أي الصدقة أفضل؟. قال:«سر إلى فقير، أو جهد من مقل».
٣ - قال الشعبي في هذه الآية: إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقاتِ ... : أنزلت في أبي بكر، وعمر رضي الله عنهما. أما عمر، فجاء بنصف ماله حتى دفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:«ما خلفت وراءك لأهلك يا عمر»؟ قال: خلفت لهم نصف مالي. وأما أبو بكر. فجاء بماله كله، يكاد أن يخفيه من نفسه حتى دفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:«ما خلفت وراءك لأهلك يا أبا بكر»؟. فقال: عدة الله، وعدة رسوله. فبكى عمر رضي الله عنه، وقال: بأبي أنت وأمي يا أبا بكر.
والله ما استبقنا إلى باب خير قط إلا كنت سابقا.
لَيْسَ عَلَيْكَ هُداهُمْ وَلكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ أي: لا يجب عليك أن تجعل الناس مهديين، وإنما عليك أن تبلغهم النواهي فحسب. فالتوفيق إلى الهدى أو خلقه لله تعالى. وما مناسبة هذا النص لآيات الإنفاق؟ يبين هذا سبب النزول. روى النسائي عن ابن عباس قال: كانوا يكرهون أن يرضخوا لأنسابهم من المشركين فسألوا، فرخص لهم.
فنزلت هذه الآية: لَيْسَ عَلَيْكَ هُداهُمْ ....
وروى ابن أبي حاتم عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه كان يأمر بأن لا يتصدق إلا على أهل الإسلام، حتى نزلت هذه الآية: لَيْسَ عَلَيْكَ هُداهُمْ ... فأمر بالصدقة بعدها على كل من سألك من كل دين. وإنما تصح الصدقة على غير المسلمين إذا كانت صدقة تطوع. وإذا صحت الصدقة على غير المسلم. فمن باب أولى على الفاسق