للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مجزومة. النهي الأول: عن أكل الأموال بالباطل. والنهي الثاني: عن أكل الأموال بالباطل عن طريق الحكام. إما باستغلال ظاهر، أو برشوة قاض. وكل ذلك حرام.

ولا تظهر التقوى بشيء كما تظهر بالتورع عن أكل الحرام. لأن النفس بطبيعتها تحب المال كثيرا. فإذا خالف الإنسان هواه في ذات الله، فذلك علامة التقوى.

[الفقرة الثالثة]

يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَواقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (١٨٩)

[أسباب النزول]

١ - قال معاذ بن جبل: يا رسول الله. ما بال الهلال يبدو دقيقا مثل الخيط ثم يزيد حتى يمتلئ. ثم لا يزال ينقص حتى يعود كما بدأ، لا يكون على حالة واحدة كالشمس.

فنزل: يَسْئَلُونَكَ.

٢ - عن جابر قال: «كانت قريش تدعي الحمس. وكانوا يدخلون من الأبواب في الإحرام. وكانت الأنصار وسائر العرب لا يدخلون من باب في الإحرام ... ».

وقال محمد بن كعب: كان الرجل إذا اعتكف لم يدخل منزله من باب البيت فأنزل الله هذه الآية.

وقال عطاء: كان أهل يثرب إذا رجعوا من عيدهم، دخلوا منازلهم من ظهورها.

ويرون أن ذلك أدنى إلى البر. فقال الله: وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا ....

وقال الحسن البصري: كان أقوام من أهل الجاهلية إذا أراد أحدهم سفرا وخرج من بيته يريد سفره خرج له، ثم بدا له بعد خروجه أن يقيم ويدع سفره، لم يدخل البيت من بابه. ولكن يتسوره من قبل ظهره. فقال الله تعالى: وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ ....

[المعنى الحرفي]

يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ: عن أسباب انتقالها من حال إلى حال. وهذه قضية

<<  <  ج: ص:  >  >>