للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لابن آدم يغسل الخرء بيده في اليوم مرتين ثم يتكبّر يعارض جبار السموات. وعن علي ابن الحسن عن الضحاك بن سفيان فذكر حديث ضرب مثل الدنيا بما يخرج من ابن آدم. وقال الحسن عن يحيى عن أبي قال: إن مطعم بن آدم ضرب مثلا للدنيا، وإن فرّخه (١) وملّحه. وقال محمد بن الحسين بن علي رضي الله عنه: ما دخل قلب رجل شئ من الكبر إلا نقص من عقله بقدر ذلك. وقال يونس بن عبيد: ليس مع السجود كبر، ولا مع التوحيد نفاق، ونظر طاوس إلى عمر بن عبد العزيز وهو يختال في مشيته وذلك قبل أن يستخلف فطعن طاوس في جنبه بأصبعه، وقال:

ليس هذا شأن من في بطنه خرء، فقال له كالمعتذر إليه: يا عم لقد ضرب كل عضو مني على هذه المشية حتى تعلمتها. قال أبو بكر بن أبي الدنيا: كان بنو أمية يضربون أولادهم حتى يتعلموا هذه المشية.

[فصل في الاختيال] عن ابن أبي ليلى عن ابن بريدة عن أبيه مرفوعا: «من جرّ ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه» ورواه عن إسحاق بن إسماعيل عن سفيان عن زيد ابن أسلم عن ابن عمر مرفوعا مثله. وحدثنا محمد بن بكار حدثنا عبد الرحمن ابن أبي الزناد عن أبيه عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعا: «لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جرّ إزاره، وبينما رجل يتبختر في برديه أعجبته نفسه خسف الله به الأرض فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة».

كلمة في السياق: [حول صلة قصة لقمان بموضوع السورة الرئيسي وبالمحور]

١ - تأتي قصة لقمان عليه السلام في سياق الكلام عن القرآن الحكيم الذي هو هدى ورحمة للمحسنين، فتقص علينا نموذجا من وصايا الحكماء، وفي قصّ هذا النموذج في هذا السياق برهان على أن هذا القرآن حكيم؛ إذ يختار لنا الحكمة، وبرهان على أن هذا القرآن حكيم، إذ أوامره ونواهيه وأخباره كلها هي التي يوصي بها كل حكيم.

وإذا تأملنا في الوصايا التي أوصى بها لقمان عليه السلام ابنه فإنها- زيادة على كونها نموذجا على الحكمة- أوامر ونواه تعلّم الإحسان، وإدخال الوصية بالوالدين، والأمر باتّباع سبيل المؤمنين بين هذه الأوامر والنواهي يؤكد هذا المعنى. فالآيات تعلّمنا أن


(١) فرّخه وملحه: أي توبله، والمعنى: إن تكلف الإنسان في صنعة الطعام فإنه عائد إلى حالة تعافها النفس.

<<  <  ج: ص:  >  >>