تكاد سورة قريش أن تكون امتدادا لسورة الفيل، حتى لتكادا أن تكونا سورة واحدة، قال النسفي:(وهما في مصحف أبي سورة واحدة بلا فصل، ويروى عن الكسائي ترك التسمية بينهما)، وإذ كان الأمر كذلك فمحور سورة قريش هو نفسه محور سورة الفيل، فالسور الثلاث: الهمزة والفيل وقريش محورها واحد وهو قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ.
لِإِيلافِ قُرَيْشٍ قال ابن كثير: أي: لإيلافهم واجتماعهم في بلدهم آمنين، وقيل: المراد بذلك ما كانوا يألفونه في الرحلة في الشتاء إلى اليمن، وفي الصيف إلى الشام في المتاجر وغير ذلك، ثم يرجعون إلى بلدهم آمنين في أسفارهم لعظمتهم عند الناس، لكونهم سكان حرم الله فمن عرفهم احترمهم بل من صرف إليهم وسار معهم أمن بهم
إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتاءِ وَالصَّيْفِ قال النسفي: أطلق الإيلاف ثم أبدل عنه المقيد بالرحلتين تفخيما لأمر الإيلاف، وتذكيرا لعظيم النعمة فيه؛
قال ابن كثير: ثم أرشدهم إلى شكر هذه النعمة العظيمة فقال: فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هذَا الْبَيْتِ قال ابن كثير: أي فليوحدوه بالعبادة كما جعل لهم حرما آمنا وبيتا محرما
الَّذِي أَطْعَمَهُمْ قال النسفى: بالرحلتين مِنْ جُوعٍ شديد وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ عظيم. قال ابن