الدعاة إلى الله ينبغي أن يلاحظوا هذا في الدعوة والتربية، فيركزوا موضوع التوبة والإنابة، وموضوع الإيمان بالله والإكثار من ذكره، وبقدر ما ينجح الداعية في هذه البداية يكون نجاحة في النهايات، ومن ثم فإننا نلاحظ أن أنجح الناس في نقل الإنسان من حال إلى حال هم صالحوا الصوفية، لأنهم يبدءون مع المريد هذه البداية، إذ يأمرونه بالاستغفار والذكر، ويركزون على المذاكرة في معرفة الله وعيوب النفس، ومن ثم فإننا نوصي كل مسلم بالإكثار من الصلاة، لأنها أعلى من كل ذكر، وبالإكثار من الأذكار، وليلتزم المسلم بحد أدنى من الأذكار المأثورة لا يتخلى عنها في صيف أو شتاء أو سفر أو حضر، ويزيد عليها ما شاء إذا واتته الهمة، وليكن له حظه اليومي من الاستغفار والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتهليل والتسبيح والتحميد والتكبير وليحافظ على أذكار الصلاة وقيام الليل وسنة الضحى
[كلمة في محل سورة الرعد]
سورة الرعد هي السورة الرابعة من هذه المجموعة من هذا القسم من أقسام القرآن.
وقد غطت هذه السور الأربع الآيات الأولى من سورة البقرة حتى الآية (٢٧) فهي تقابل من حيث التغطية آل عمران والنساء والمائدة في القسم الأول، إلا أن نوع التغطية والتفصيل يختلف. والابتداء في سورة الرعد ب (المر) يشبه الابتداء في القسم الأول ب (الم) من حيث الاحتواء على حرف زائد على (الم) وهو الراء هنا وهو الحرف المميز في هذا القسم وكما كان بعد (الم) في القسم الأول سورتا الأنفال وبراءة وهما تغطيان معنى في أعماق سورة البقرة، فإن ما بعد سورة الرعد سورة هي سورة إبراهيم تغطي معنى في أعماق سورة البقرة كما سنرى، وبسورة إبراهيم تنتهي هذه المجموعة، فتكون خمس سور لتأتي المجموعة الثانية، وهي مبدوءة بسورة الحجر المبدوءة ب (الر) وهي كذلك خمسة، ثم تأتي المجموعة الثالثة والأخيرة من قسم المئين الذي ينتهي بسورة القصص وسنرى بعد عرض سورة إبراهيم وقبل سورة الحجر ما هي الأسباب التي جعلتنا نعتبر أن سورة إبراهيم هي نهاية المجموعة الأولى، فإلى عرض سورة إبراهيم عليه السلام