للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لخوفهم أن يكونوا قد قصروا في القيام بشروط الإعطاء، وهذا من باب الإشفاق والاحتياط أَنَّهُمْ إِلى رَبِّهِمْ راجِعُونَ أي: لأنهم إلى ربهم راجعون

أُولئِكَ يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ أي يرغبون في الطاعات فيبادرونها وَهُمْ لَها سابِقُونَ أي: وهم لأجل الخيرات سابقون إلى الجنان، أو لأجلها سبقوا الناس.

[كلمة في السياق]

بينت الآيات أن من اجتمعت له هذه الخصائص الأربع وهي الخشية، والإيمان، والتوحيد، وتقديم العطاء، مع الوجل من عدم القبول، هو الذي يسارع في العمل الصالح، وعلى هذا فبعد أن بشرت السورة المؤمنين الذين يعملون الصالحات، وأوصلت إلى ضرورة ذلك بينت هذه الآيات ما هي الخصائص التي ينبع عنها العمل الصالح، ولنعد إلى التفسير:

وَلا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها أي: طاقتها يعني أن الذي وصف به الصالحون وطولب به الإنسان من العمل الصالح، غير خارج عن حد الوسع والطاقة وَلَدَيْنا كِتابٌ هو اللوح، أو صحيفة الأعمال يَنْطِقُ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ أي لا يقرءون منه يوم القيامة إلا ما هو صدق وعدل لا زيادة فيه ولا نقصان، ولا يظلم منهم أحدا بزيادة عقاب أو نقصان ثواب، أو بتكليف ما لا وسع له به

بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِنْ هذا بل قلوب الكفرة في غفلة غامرة لها مما عليه هؤلاء الموصوفون من المؤمنين وَلَهُمْ أَعْمالٌ مِنْ دُونِ ذلِكَ أي ولهم أعمال خبيثة متجاوزة متخطية لذلك، أي:

لما وصف به المؤمنون هُمْ لَها عامِلُونَ وعليها مقيمون لا يفطمون عنها حتى يأخذهم الله بالعذاب.

...

[كلمة في السياق]

بعد أن بينت السورة ضرورة العمل الصالح، ومن هم أهله، بينت أن التكليف بحسب الوسع، ثم بينت أن الكافرين غافلون عن العمل الصالح، وغارقون في العمل السيئ دل ذلك على أن العمل الصالح أثر عن حال معينة للقلب وأن العمل السيئ أثر عن

<<  <  ج: ص:  >  >>