للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حال معينة للقلب. والآن نلاحظ أن كلمة (حتى) تتكرر ثلاث مرات بعد قوله تعالى بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِنْ هذا وَلَهُمْ أَعْمالٌ مِنْ دُونِ ذلِكَ هُمْ لَها عامِلُونَ

١ - حَتَّى إِذا أَخَذْنا مُتْرَفِيهِمْ بِالْعَذابِ إِذا هُمْ يَجْأَرُونَ الآية ٦٤.

٢ - حَتَّى إِذا فَتَحْنا عَلَيْهِمْ باباً ذا عَذابٍ شَدِيدٍ إِذا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ الآية ٧٧.

٣ - حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ رَبِّ ارْجِعُونِ* لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً فِيما تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّها كَلِمَةٌ هُوَ قائِلُها وَمِنْ وَرائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ الآية ٩٩، ١٠٠.

ومن الآيات السابقة ندرك الآن سير السورة، فالكافرون قلوبهم في غمرة، وقد أنذرهم الله ثلاثة أشياء ليخرجهم من هذه الغمرة، ثم يأتي الإنذار الأخير في السورة فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَساءَلُونَ ... فهو إنذار رابع للكافرين الذين يعملون السيئات، إن السورة تبشر الذين يعملون الصالحات، وتنذر الذين يعملون السيئات، والسورة تبين ماهية العمل الصالح، وما هي مرتكزاته وأسبابه ودوافعه. وتبين العمل السيئ وأسبابه ودوافعه ومرتكزاته. وها نحن سنعرض عليك المجموعة الثانية في المقطع الثاني بعد أن ذكرنا بعض مفاتيح السياق.

***

<<  <  ج: ص:  >  >>