(١) يتألف المقطع من ثلاث فقرات، فقرة تتحدث عن القرآن وإنزاله ومنزله ونوعي آياته، والموقف الصحيح منهما، وفقرة تتحدث عن الكافرين، وفقرة تتحدث عن تزيين الحياة الدنيا للناس، وتبيان أن الآخرة خير لمن كان تقيا. والمقطع يبدأ بالكلام عن وحدانية الله وقيوميته، وينتهي بهذا المعنى، وهذا الذي دلنا على البداية والنهاية، وكما تحدثت البداية والنهاية عن الوحدانية والقيومية، فقد تحدثت البداية والنهاية عن عزته- جل جلاله- وحكمته.
ومن مظاهر وحدانيته وقيوميته وعزته وحكمته: أن ينصر المؤمنين على الكافرين في الدنيا والآخرة، ويعذب الكافرين في الدنيا والآخرة.
ومن مظاهر وحدانيته وقيوميته وعزته وحكمته: تزيين الحياة الدنيا للناس لتقوم هذه الحياة! وليبتلي بذلك خلقه وليمحص أهل التقوى من غيرهم!.
(٢) الفقرة الأولى ذكرت موقف أهل الإيمان من هديه المنزل، وتوعدت الكافرين، والفقرة الثانية ذكرت موقف الكافرين من هديه وما يستحقونه بسبب ذلك، وذكرت الفقرة الثالثة تزيين الحياة الدنيا، فكأن الفقرة الثالثة فيها تعليل لسبب كفر الكافرين، ومن ثم جاءت الآيات- بعد ذلك- لتنهض بهمة المؤمنين إلى الله.
(٣) قلنا: إن محور سورة آل عمران هو مقدمة سورة البقرة، فلنلاحظ الآن ما يلي: في مقدمة سورة البقرة جاء قوله تعالى: الم* ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ