للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شَيْءٍ أي من الوحي أي وما أنزل الله وحيا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ أي وما أنتم إلا كذبة، فلغة الكافرين في كل زمان ومكان واحدة

قالُوا رَبُّنا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ قال ابن كثير: (أي أجابتهم رسلهم الثلاثة قائلين: الله يعلم أنا رسله إليكم، ولو كنا كذبة عليه لانتقم منا أشدّ الانتقام، ولكنّه سيعزّنا وينصرنا عليكم، وستعلمون لمن تكون عاقبة الدار)

وَما عَلَيْنا إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ أي التبليغ الظاهر المكشوف بالآيات الشاهدة بصحته. قال ابن كثير: (يقولون إنما علينا أن نبلغكم ما أرسلنا به إليكم، فإذا أطعتم كانت لكم السعادة في الدنيا والأخرى، وإن لم تجيبوا فستعلمون غبّ ذلك)

قالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنا بِكُمْ أي قال لهم أهل القرية ذلك.

ومعنى تطيرنا بكم: تشاءمنا بكم. قال النسفي: (وذلك أنهم كرهوا دينهم، ونفرت منه نفوسهم، وعادة الجهال أن يتيمّنوا بكل شئ مالوا إليه، وقبلته طباعهم، ويتشاءموا بما نفروا عنه وكرهوه، فإن أصابهم بلاء أو نعمة قالوا بشؤم هذا وبركة ذلك). وقال ابن كثير فيها: (أي لم نر على وجوهكم خيرا في عيشنا. وقال قتادة:

يقولون إن أصابنا شر فإنما هو من أجلكم) لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا عن مقالتكم هذه لَنَرْجُمَنَّكُمْ أي لنقتلنكم رجما بالحجارة أو المعنى: لنطردنّكم أو لنشتمنّكم وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذابٌ أَلِيمٌ أي ليصيبنّكم منا عذاب شديد. أي عقوبة شديدة، وذلك دأب الظالمين مع الدعاة إلى الله في كل زمان ومكان، إذ تفوتهم الحجة يلجئون إلى التهديد والوعيد، ثم التنفيذ

قالُوا أي الرسل طائِرُكُمْ مَعَكُمْ أي سبب شؤمكم معكم، وهو الكفر، أو شؤمكم مردود عليكم، قابلوا الكلام بمثله ممّا يدلّ على جواز الانتصار لتبيان الحق أَإِنْ ذُكِّرْتُمْ أي أإن وعظتم ودعيتم إلى الإسلام تطيّرتم بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ أي مجاوزون الحدّ في العصيان فمن ثمّ أتاكم الشؤم من قبلكم لا من قبل رسل الله وتذكيرهم. قال النسفي: (أو بل أنتم مسرفون في ضلالكم وغيّكم، حيث تتشاءمون بمن يجب التبرك به من رسل الله)

وَجاءَ مِنْ أَقْصَا الْمَدِينَةِ أي من أبعدها رَجُلٌ يَسْعى أي يسرع قالَ يا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ حضّ قومه على اتباع الرسل الذين جاءوهم

اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْئَلُكُمْ أَجْراً أي على إبلاغ الرسالة وَهُمْ أي الرسل مُهْتَدُونَ فيما يدعونكم إليه من عبادة الله وحده لا شريك له

وَما لِيَ لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي أي خلقني وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ أي وإليه مرجعكم يوم القيامة، فيجازيكم على أعمالكم، إن خيرا فخير، وإن شرا فشر

أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً هذا استفهام إنكار وتوبيخ وتقريع

<<  <  ج: ص:  >  >>