الصادق الأمين، الثابت القلب، الثابت البصر، وفي ذلك نفي للتهمة عن الوحي وعن الرسول صلى الله عليه وسلم، وتأكيد لوجود عالم الغيب، وفي كل ذلك تفصيل للمرتكزات التي تقوم عليها التقوى التي هي إيمان واتباع كتاب، ولذلك صلاته بمحور السورة من سورة البقرة: الم* ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ* الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ* وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ* أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ فصلة ما مر من سورة النجم بقوله تعالى: الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ لا تخفى. وبعد أن أكدت المجموعة الأولى عصمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعصمة الوحي، وأكدت أن مضمون الرسالة حق، واستهجنت أن يمارى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يراه تأتي الآن المجموعة الثانية، لتناقش المشركين في ما هم عليه، وتدعو إلى الالتزام بمضمون رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وتبدأ المجموعة بمناقشتهم في أمر اللات والعزى ومناة، وفي قولهم: إن الملائكة بنات الله- تعالى الله عن ذلك-، بعد أن قدمت لذلك بالكلام عن محمد صلى الله عليه وسلم، وأنه رأى من الغيب؛ فرأى الملائكة، ورأى ما رأى من أمر السماء مما أفاد من الابتداء أن قوله هو الحق، وقولهم هو الباطل، لأنه لا يستند إلى رؤية أو علم، بل هو محض الظن، فلنر المجموعة الثانية: