وفي آيات سورة لقمان زيادة تفصيل حول الطبيعة الكافرة، والسلوك الكافر، والتصرّف الكافر. إنّ الصلة واضحة بين سورة لقمان ومحورها، هذا مع أنّ لسورة لقمان سياقها الخاص؛ لقد بدأت سورة لقمان بوصف القرآن بأنه حكيم، ثم تحدّثت عمن يهتدي به، ثم تحدّثت عن موقف الكافرين من هذا القرآن. وتحدّثت عمّا أعدّ الله
للمؤمنين وما أعد للكافرين، وكان حديثها عمّا أعدّ الله للمؤمنين بقولها وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ والآن يأتي السياق ليفصّل هذا الفلاح. فلنمض في التفسير.
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ اجتمع لهم الإيمان والعمل الصالح من صلاة وإنفاق لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ أي الجنات التي يتنعّمون فيها بأنواع الملاذّ والمسارّ من المآكل، والمشارب، والملابس، والمساكن، والمراكب، والنّساء، والنّضرة، والسّماع الذي لم يخطر ببال أحد
خالِدِينَ فِيها أي وهم في ذلك مقيمون دائما، لا يظعنون ولا يبغون عنها حولا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا أي هذا كائن لا محالة لأنه من وعد الله، والله لا يخلف الميعاد؛ لأنه الكريم المنّان، الفعّال لما يشاء، القادر على كل شئ وَهُوَ الْعَزِيزُ الذي قهر كل شئ ودان له كل شئ الْحَكِيمُ في أقواله وأفعاله، الذي جعل القرآن هدى للمؤمنين.